الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات آية 35

                                          [11582] حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الكندي الأشج، ثنا عقبة بن خالد ، عن إسرائيل، عن جابر ، عن عكرمة قال: سألت ابن عباس عن قوله: ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات قال: ما سألني عنها أحد قبلك من الآيات: قد القميص، وأثر السكين، وقالت امرأة العزيز: إن أنت لم تسجنه ليصدقنه الناس.

                                          [11583] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة ، عن النضر بن عربي، عن عكرمة ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات قال: شق القميص وخمش الوجوه.

                                          [11584] حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين ، ثنا عامر ، عن أسباط ، عن السدي قال: ثم إن المرأة قالت لزوجها: إن العبد العبراني، قد فضحني في الناس، إنه يعتذر إليهم ويخبرهم أني راودته عن نفسه، ولست أطيق أن أعتذر بعذري، فإما أن تأذن لي فأخرج فأعتذر كما يعتذر، وإما أن تحبسه كما حبستني، فذلك قوله: ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات وهو: شق القميص، وقطع الأيدي.

                                          [11585] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي -فيما كتب إلي-، ثنا أصبغ قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد يقول في قوله تعالى: من بعد ما رأوا الآيات ما قال المرضع في العرصة.

                                          [ ص: 2140 ] [11586] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات المبينة لبراءته مما اتهم به من شق قميصه من دبره، وغيره.

                                          قوله تعالى: ليسجننه

                                          [11587] حدثنا أبي ، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا أبو سعيد بن أبي الوضاح، عن خصيف، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال: عوقب يوسف ثلاث مرات أما أول مرة فبالحبس، لما كان من همه بها.

                                          [11588] أخبرنا أبو عبد الله الطهراني -فيما كتب إلي-، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني، حدثني عبد الصمد بن معقل بن أخي وهب بن منبه قال: سمعت عمي وهب بن منبه يقول: لما أتى جبريل يوسف بالبشرى، وهو في السجن، قال: هل تعرفني أيها الصديق ؟ قال: أرى صورة طاهرة وروحا طيبا، لا يشبه أرواح الخطائين، قال: فإني رسول رب العالمين، وأنا الروح الأمين، قال: فما الذي أدخلك مدخل المذنبين وأنت أطيب الطيبين، ورأس المقربين، وأمين رب العالمين؟ قال: ألم تعلم يا يوسف أن الله يطهر البيوت بطهر النبيين، وأن الأرض التي يدخلونها هي أطهر الأرضين، وأن الله قد طهر بك السجن وما حوله، يا طاهر الطاهرين ويا ابن المتطهرين ، إنما يتطهر بفضل طهورك وطهر آبائك المخلصين، قال: كيف تسميني بأسماء الصديقين، وتعدني مع المخلصين الصالحين، وقد أدخلت مدخل المذنبين، وسميت بالضالين المفسدين؟ قال: لم يفتن قلبك الحزن، ولم يدرس حرمتك الرق، ولم تطع سيدتك في معصية ربك، ولذلك سماك الله بأسماء الصديقين، وعدك مع المخلصين وألحقك بآبائك الصالحين.

                                          قوله تعالى: حتى حين

                                          [11589] حدثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو معاوية ، ثنا الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس قال: "الحين" قد يكون غدوة وعشية.

                                          الوجه الثاني:

                                          [11590] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا وكيع ، عن أبي مكين، عن عكرمة قال: [ ص: 2141 ] نذر رجل أن يقطع يد غلامه، ويحبسه حينا، فسألني عمر بن عبد العزيز عنها، فقلت: لا تقطع يده، ويحبسه الحين في سنة مرة، ثم قرأ: ليسجننه حتى حين

                                          الوجه الثالث:

                                          [11591 ] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن الأصبهاني، عن عكرمة ، وطارق، عن سعيد بن جبير قالا: الحين: ستة أشهر.

                                          الوجه الرابع:

                                          [11592] حدثنا أبي ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا علي بن مسهر، عن عاصم ، عن عكرمة في قوله: حتى حين قال: سبع سنين.

                                          الوجه الخامس:

                                          [11593] حدثنا عبد الله بن أحمد الرازي، حدثني أبي، عن أبيه، عن إبراهيم الصايغ، عن يزيد النحوي قال: وسألته يعني: عكرمة - عن رجل نذر ليسجنن غلامه حينا فإن لم يسجنه حينا فهو عتيق؟ فقال عكرمة : إن من الأحيان حينا يدرك وحينا لا يدرك فأما الحين الذي لا يدرك قال الله تعالى: ليسجننه حتى حين

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية