الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم

                                                          ففرحوا أشد الفرح، و: قالوا يا أبانا ما نبغي (ما) إما أن نقول استفهامية، ومعناها أي شيء نريده بعد ذلك؟، لقد طابت الأمور واستقامت. يطيبون بذلك قلب أبيهم ويدخلون في قلبه السرور، ويصح أن تكون نافية، أي: لا شيء نبغيه، فقد تحقق كل ما بغينا، ولا شيء بعد ذلك، لقد دفعنا الثمن، وتسلمنا البضاعة هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونـزداد كيل بعير ذلك كيل يسير ويلاحظ أنه عبر عن أخذهم بالبضاعة بقولهم ردت إلينا ولم يقولوا جاءتنا، وذلك لأنهم صدقوا [ ص: 3840 ] مقالة العزيز عندما قال: فلا كيل لكم عندي كأنها أخذت ثم ردها، كما يصنع الملوك خصوصا ملوك مصر.

                                                          وإن وجود البضاعة في رحالهم أحيت آمالا، فقالوا: ونمير أهلنا فاطمأنوا إلى ذلك، ونـزداد كيل بعير ذلك كيل يسير واعتزموا الوفاء لأبيهم، بحفظ أخيهم، فقالوا: ونحفظ أخانا

                                                          وأبوهم كان مكلوما من نتائج إعطائهم يوسف، فكان لابد أن يحتاط لأخيه، حتى لا تكون النتيجة مثل ما كان بالنسبة ليوسف، بل أخذ عليهم ميثاقا كان نصه:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية