الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: " واضرب لهم مثل الحياة الدنيا " ; أي: في سرعة نفادها وذهابها، وقيل: في تصرف أحوالها، إذ مع كل فرحة ترحة، وهذا مفسر في سورة ( يونس: 24 ) إلى قوله: فأصبح هشيما . قال الفراء: الهشيم: كل شيء كان رطبا فيبس . وقال الزجاج: الهشيم: النبات الجاف . وقال ابن قتيبة: الهشيم من النبت: المتفتت، وأصله من هشمت الشيء: إذا كسرته، ومنه سمي الرجل هاشما . و " تذروه الرياح " تنسفه . وقرأ أبي، وابن عباس، وابن أبي عبلة: ( تذريه ) برفع التاء وكسر الراء بعدها ياء ساكنة وهاء مكسورة . وقرأ ابن مسعود كذلك، إلا أنه فتح التاء . والمقتدر: مفتعل، من قدرت . قال المفسرون: " وكان الله على كل شيء " من الإنشاء والإفناء، " مقتدرا " . [ ص: 149 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية