الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2373 [ ص: 37 ] باب منه

                                                                                                                              وهو في النووي في: (باب نقض الكعبة وبنائها ).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص99 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي قزعة ; أن عبد الملك بن مروان، بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل الله ابن الزبير! حيث يكذب على أم المؤمنين، يقول: سمعتها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة! لولا حدثان قومك بالكفر، لنقضت البيت، حتى أزيد فيه من الحجر، فإن قومك قصروا في البناء" .

                                                                                                                              فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا، يا أمير المؤمنين! فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث هذا.

                                                                                                                              قال لو كنت سمعته قبل أن أهدمه، لتركته على ما بنى ابن الزبير].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبى قزعة ; أن عبد الملك بن مروان، بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل الله ابن الزبير! حيث يكذب على أم المؤمنين ) عائشة رضي الله عنها.

                                                                                                                              [ ص: 38 ] ) يقول: سمعتها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة! لولا حدثان قومك بالكفر" ) بكسر الحاء وإسكان الدال. أي: قرب عهدهم بالكفر. ("لنقضت البيت، حتى أزيد فيه من الحجر، فإن قومك قصروا في البناء" فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين! فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث هذا ).

                                                                                                                              فيه: الانتصار للمظلوم، ورد الغيبة، وتصديق الصادق إذا كذبه إنسان.

                                                                                                                              والحارث هذا تابعي.

                                                                                                                              (قال: لو كنت سمعته قبل أن أهدمه، لتركته على ما بنى ابن الزبير ).

                                                                                                                              فيه: اعتراف بصدق الحديث. وأن ما فعله، لم يفعله لو علم به قبل ذلك. ولكن كان أمر الله قدرا مقدورا.

                                                                                                                              وفي (لقطة العجلان، مما تمس إليه حاجة الإنسان ): ثم جاء الحجاج لحصاره، أيام عبد الملك. ورمى على المسجد بالمنجنيقات، إلى أن تصدعت حيطانها، ثم أمره عبد الملك بهدمه، ورد البيت على قواعد قريش، كما هي اليوم.

                                                                                                                              ويقال: إنه ندم على ذلك، حين علم صحة رواية ابن الزبير: لحديث عائشة. وقال: وددت أني كنت حملت أبا خبيب، في أمر البيت وبنائه: ما تحمل.

                                                                                                                              [ ص: 39 ] فهدم منها: ستة أذرع وشبرا، مكان الحجر. وبناها على أساس قريش، وسد الباب الغربي، وما تحت عتبة بابها اليوم: من الباب الشرقي، وترك سائرها، لم يغير منه شيئا. فكل البناء الذي فيه اليوم، بناء ابن الزبير.

                                                                                                                              وبناء الحجاج في الحائط ; صلة ظاهرة للعيان، ولحمة باهرة بين البنائين. والبناء متميز عن البناء: مقدار إصبع شبه الصدع، وقد لحم. انتهى حاصله.




                                                                                                                              الخدمات العلمية