الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ووجه بترك رومية من عنده رجلين فاتفق الكل على لعن آريوس وأصحابه ، ولعنوه وكل من قال بمقالته ، ووضعوا الأمانة ، وقالوا : إن الابن مولود من الأب قبل كون الخلائق ، وإن الابن من طبيعة الأب غير مخلوق .

واتفقوا على أن يكون فصح النصارى يوم الأحد ، ليكون بعد فصح اليهود ، وأن لا يكون فصح اليهود مع فصحهم في يوم واحد ، ومنعوا أن يكون للأسقف زوجة ، وذلك أن الأساقفة منذ وقت الحواريين إلى مجمع الثلاثمائة والثمانية عشر كان لهم نساء ، لأنهم كانوا إذا صيروا واحدا أسقفا وكانت له زوجة ثبتت معه ولم تتنح عنه ما خلا البتاركة ، فإنه لم يكن لهم نساء ، ولا كانوا يصيرون أحدا له زوجة بتركا .

قال : وانصرفوا مكرمين محظوظين ، وذلك في سبع عشرة سنة من ملك قسطنطين الملك ، وأمر بثلاث سنن : ( أحدها ) : كسر الأصنام وقتل من يعبدها .

( والثانية ) : أمر أن لا يثبت في الديوان إلا أولاد النصارى ، ويكونوا هم الأمراء والقواد .

[ ص: 557 ] ( والثالث ) : أن يقيم الناس جمعة الفصح فالجمعة التي بعدها لا يعملون فيها عملا ولا يكون فيها حرب .

وتقدم قسطنطين إلى أسقف بيت المقدس أن يطلب موضع المقبرة والصليب ويبني الكنائس ، ويبدأ ببناء بيت القبابة .

فقالت هيلانة أمه : إني نذرت أن أسير إلى بيت المقدس وأطلب المواضع المقدسة وأبنيها ، فدفع إليها الملك أموالا جزيلة ، وسارت مع أسقف بيت المقدس ، فبنت كنيسة القيامة في موضع الصليب وكنيسة قسطنطين .

التالي السابق


الخدمات العلمية