الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : قوله تعالى : { فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم } : يعني انتهوا بالإيمان فإن الله يغفر لهم جميع ما تقدم ، ويرحم كلا منهم بالعفو عما اجترم .

                                                                                                                                                                                                              وهذا ما لم يؤسر ، فإن أسر منعه الإسلام عن القتل وبقي عليه الرق ، لما روى مسلم وغيره عن عمران بن حصين ، { أن ثقيفا كانت حلفاء لبني عقيل في الجاهلية ، فأصاب المسلمون رجلا من بني عقيل ومعه ناقة له ، فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ; بم أخذتني وأخذت سابقة الحاج ؟ قال : أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف وقد كانوا أسروا رجلين من المسلمين ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر به وهو محبوس ، فيقول : [ ص: 154 ] يا محمد ، إني مسلم . قال : لو كنت قلت ذلك وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح ففداه رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين من المسلمين ، وأمسك الناقة لنفسه } .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية