الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( ومن يطع الله والرسول ) الآية [ 69 ] .

                                                                                                                                                                  334 م - قال الكلبي : نزلت في ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان شديد الحب له ، قليل الصبر عنه ، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه ، يعرف في وجهه الحزن ، فقال له [ رسول الله ] : يا ثوبان ما غير لونك ؟ فقال : يا رسول الله ما بي من ضر ولا وجع ، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك ، واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ، ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك ، لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين ، وأني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك ، وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى أن لا أرك أبدا . فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  335 - أخبرنا إسماعيل بن أبي نصر ، أخبرنا إبراهيم النصراباذي قال : أخبرنا عبد الله بن عمر بن علي الجوهري قال : حدثنا عبد الله بن محمود السعدي قال : حدثنا موسى بن يحيى قال : حدثنا عبيدة ، عن منصور عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال : قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا ، فإنك إذا فارقتنا رفعت فوقنا . فأنزل الله تعالى : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين ) .

                                                                                                                                                                  336 - أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أخبرنا شعيب قال : أخبرنا مكي قال : أخبرنا أبو الأزهر قال : حدثنا روح عن سعيد ، [ عن شعبة ] عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجالا قالوا : يا نبي الله نراك في الدنيا ، فأما في الآخرة فإنك ترفع عنا بفضلك فلا نراك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  337 - أخبرني أبو نعيم الحافظ فيما أذن لي في روايته ، قال : أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي قال : حدثنا أحمد بن عمرو الخلال قال : حدثنا عبد الله بن عمران العابدي قال : حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إنك لأحب إلي من [ ص: 87 ] نفسي وأهلي وولدي ، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك ، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين ، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك . فلم يرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، حتى نزل جبريل - عليه السلام - بهذه الآية : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين ) الآية .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية