مطلب : في استحباب
nindex.php?page=treesubj&link=18145تسليم الرجل على أهل بيته .
( وسلم ) استحبابا ( إذا ما جئت ) أي : زمان مجيئك ( بيتك ) على أهله ( تهتد ) لمتابعة السنة الغراء ، وفعلك الذي هو خير وأحرى .
أخرج
الترمذي وقال : حسن غريب عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43390يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تكون بركة عليك وعلى أهل بيتك } .
وقول
الناظم بيتك مجاراة للفظ الحديث وإلا فبيت غيره كبيته ، فيسن أن يسلم إن دخل بيته أو بيتا مسكونا له أو لغيره لقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله } .
وعن
أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10679إذا ولج أحدكم بيته فليقل : اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج ، بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا ، وعلى الله ربنا توكلنا ، ثم ليسلم على أهله } رواه
أبو داود .
وشمل إطلاق قول
الناظم ( وسلم إذا ما جئت بيتك ) ما إذا كان بيته خاليا وهو مراد .
قال في الآداب الكبرى : ومن دخل بيتا خاليا سلم على نفسه وعلى الملائكة ورد هو السلام على نفسه كما في الرعاية ، ولم يذكر غيره أنه يرد السلام على نفسه .
قال
ابن مفلح ويعايى بهذه المسألة أن المسلم هو يرد السلام .
ويتوجه منه تخريج فيمن عطس وليس بحضرته أحد أنه يرد على
[ ص: 292 ] نفسه .
وظاهر كلام بعضهم اختصاص البيت المسكون بالسلام دون الخالي واختاره
ابن العربي من المالكية .
وروى
سعيد بإسناد جيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع أن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا دخل بيتا ليس فيه أحد قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، ولم يرد
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر السلام على نفسه .
وقال الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=12916وجيه الدين في شرح الهداية : إذا دخل بيتا خاليا أو مسجدا خاليا فليقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين لقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم } وقال
ابن الجوزي : في الآية أقوال ، قيل : بيوت أنفسكم فسلموا على أهاليكم وعيالكم ، وقيل : المساجد سلموا على من فيها ، وقيل : المعنى إذا دخلتم بيوت غيركم فسلموا عليهم .
والذي قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12916وجيه الدين قاله جماعة من المالكية والشافعية ، وذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي في تفسير الآية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ، فحصل مما ذكرنا أن من دخل بيتا خاليا سلم بقوله : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
والمعتمد لا يجب الرد خلافا لظاهر الرعاية ، ولعله لا يستحب ، والله الموفق .
مَطْلَبٌ : فِي اسْتِحْبَابِ
nindex.php?page=treesubj&link=18145تَسْلِيمِ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ .
( وَسَلِّمْ ) اسْتِحْبَابًا ( إذَا مَا جِئْت ) أَيْ : زَمَانَ مَجِيئِك ( بَيْتَك ) عَلَى أَهْلِهِ ( تَهْتَدِ ) لِمُتَابَعَةِ السُّنَّةِ الْغَرَّاءِ ، وَفِعْلِك الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَأَحْرَى .
أَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ : حَسَنٌ غَرِيبٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43390يَا بُنَيَّ إذَا دَخَلْت عَلَى أَهْلِك فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ تَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْك وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِك } .
وَقَوْلُ
النَّاظِمِ بَيْتَك مُجَارَاةٌ لِلَفْظِ الْحَدِيثِ وَإِلَّا فَبَيْتُ غَيْرِهِ كَبَيْتِهِ ، فَيُسَنُّ أَنْ يُسَلِّمَ إنْ دَخَلَ بَيْتَهُ أَوْ بَيْتًا مَسْكُونًا لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } .
وَعَنْ
أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10679إذَا وَلَجَ أَحَدُكُمْ بَيْتَهُ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَ الْمَوْلَجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ ، بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا ، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا ، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ } رَوَاهُ
أَبُو دَاوُد .
وَشَمِلَ إطْلَاقُ قَوْلِ
النَّاظِمِ ( وَسَلِّمْ إذَا مَا جِئْت بَيْتَك ) مَا إذَا كَانَ بَيْتُهُ خَالِيًا وَهُوَ مُرَادٌ .
قَالَ فِي الْآدَابِ الْكُبْرَى : وَمَنْ دَخَلَ بَيْتًا خَالِيًا سَلَّمَ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى الْمَلَائِكَةِ وَرَدَّ هُوَ السَّلَامَ عَلَى نَفْسِهِ كَمَا فِي الرِّعَايَةِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَيْرُهُ أَنَّهُ يَرُدُّ السَّلَامَ عَلَى نَفْسِهِ .
قَالَ
ابْنُ مُفْلِحٍ وَيُعَايَى بِهَذِهِ الْمَسْأَلَةِ أَنَّ الْمُسَلِّمَ هُوَ يَرُدُّ السَّلَامَ .
وَيَتَوَجَّهُ مِنْهُ تَخْرِيجٌ فِيمَنْ عَطَسَ وَلَيْسَ بِحَضْرَتِهِ أَحَدٌ أَنَّهُ يَرُدَّ عَلَى
[ ص: 292 ] نَفْسِهِ .
وَظَاهِرُ كَلَامِ بَعْضِهِمْ اخْتِصَاصُ الْبَيْتِ الْمَسْكُونِ بِالسَّلَامِ دُونَ الْخَالِي وَاخْتَارَهُ
ابْنُ الْعَرَبِيِّ مِنْ الْمَالِكِيَّةِ .
وَرَوَى
سَعِيدٌ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17191نَافِعٍ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ إذَا دَخَلَ بَيْتًا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، وَلَمْ يَرُدَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ السَّلَامَ عَلَى نَفْسِهِ .
وَقَالَ الشَّيْخُ
nindex.php?page=showalam&ids=12916وَجِيهُ الدِّينِ فِي شَرْحِ الْهِدَايَةِ : إذَا دَخَلَ بَيْتًا خَالِيًا أَوْ مَسْجِدًا خَالِيًا فَلْيَقُلْ : السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ } وَقَالَ
ابْنُ الْجَوْزِيِّ : فِي الْآيَةِ أَقْوَالٌ ، قِيلَ : بُيُوتَ أَنْفُسِكُمْ فَسَلِّمُوا عَلَى أَهَالِيكُمْ وَعِيَالِكُمْ ، وَقِيلَ : الْمَسَاجِدُ سَلِّمُوا عَلَى مَنْ فِيهَا ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى إذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتَ غَيْرِكُمْ فَسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ .
وَاَلَّذِي قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12916وَجِيهُ الدِّينِ قَالَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ ، وَذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14979الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=36وَجَابِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ ، فَحَصَلَ مِمَّا ذَكَرْنَا أَنَّ مَنْ دَخَلَ بَيْتًا خَالِيًا سَلَّمَ بِقَوْلِهِ : السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ .
وَالْمُعْتَمَدُ لَا يَجِبُ الرَّدُّ خِلَافًا لِظَاهِرِ الرِّعَايَةِ ، وَلَعَلَّهُ لَا يُسْتَحَبُّ ، وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ .