الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1807 [ ص: 27 ] حديث ثان ليزيد بن خصيفة

مالك ، عن يزيد بن خصيفة أن السائب بن يزيد أخبره أنه سمع سفيان بن أبي زهير ، وهو من أزد شنؤة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحدث ناسا معه عند باب المسجد ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ، ولا ضرعا نقص من عمله كل يوم قيراط ، قال : أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال إي ورب هذا المسجد .

التالي السابق


في هذا الحديث إباحة اتخاذ الكلب للزرع والماشية ، وهو حديث ثابت ، وقد ثبت عنه - أيضا - - صلى الله عليه وسلم - إباحة اتخاذه للصيد ، فحصلت هذه الوجوه الثلاثة مباحة بالسنة الثابتة ، وما عداها فداخل في باب الحظر ، وقد أوضحنا ما في هذا الباب من المعاني في باب نافع من هذا الكتاب ، والحمد لله .

قال أبو عمر :

احتج بهذا الحديث ومثله من ذهب إلى إجازة بيع الكلب المتخذ للزرع والماشية والصيد ; لأنه ينتفع به في ذلك ، قال : وكل ما ينتفع به فجائز شراؤه ، وبيعه ، ويلزم قاتله القيمة ; لأنه أتلف منفعة أخيه .

[ ص: 28 ] وقد ذكرنا اختلاف الفقهاء في هذا الباب كله - أيضا - في باب ابن شهاب ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن أبي مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن الكلب ، ولا معنى لتكرير ذلك هاهنا .




الخدمات العلمية