الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الراء مع الياء )

                                                          ( ريب ) قد تكرر في الحديث ذكر الريب وهو بمعنى الشك . وقيل هو الشك مع التهمة . يقال رابني الشيء وأرابني بمعنى شككني . وقيل أرابني في كذا أي شككني وأوهمني الريبة فيه ، فإذا استيقنته قلت رابني بغير ألف .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث دع ما يريبك إلى ما لا يريبك يروى بفتح الياء وضمها : أي دع ما تشك فيه إلى ما لا تشك فيه .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عمر رضي الله عنه مكسبة فيها بعض الريبة خير من المسألة أي كسب فيه بعض الشك أحلال هو أم حرام خير من سؤال الناس .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أبي بكر قال لعمر رضي الله عنهما : عليك بالرائب من الأمور ، وإياك والرائب منها الرائب من اللبن : ما مخض وأخذ زبده ، المعنى : عليك بالذي لا شبهة فيه ، كالرائب من الألبان وهو الصافي الذي ليس فيه شبهة ولا كدر ، وإياك والرائب منها : أي الأمر الذي فيه شبهة وكدر . وقيل اللبن إذا أدرك وخثر فهو رائب وإن كان فيه زبده ، وكذلك إذا أخرج منه زبده ، فهو رائب أيضا . وقيل إن الأول من راب اللبن يروب فهو رائب ، والثاني من راب يريب إذا وقع في الشك : أي عليك بالصافي من الأمور ودع المشتبه منها .

                                                          وفيه إذا ابتغى الأمير الريبة في الناس أفسدهم أي إذا اتهمهم وجاهرهم بسوء الظن فيهم أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ففسدوا .

                                                          [ ص: 287 ] وفي حديث فاطمة رضي الله عنها يريبني ما يريبها أي يسوءني ما يسوءها ، ويزعجني ما يزعجها . يقال رابني هذا الأمر ، وأرابني إذا رأيت منه ما تكره .

                                                          ( س ) ومنه حديث الظبي الحاقف لا يريبه أحد بشيء أي لا يتعرض له ويزعجه .

                                                          ( س ) وفيه إن اليهود مروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال بعضهم : سلوه . وقال بعضهم : ما رابكم إليه أي ما إربكم وحاجتكم إلى سؤاله .

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن مسعود ما رابك إلى قطعها قال الخطابي : هكذا يروونه ، يعني بضم الباء ، وإنما وجهه ما إربك إلى قطعها : أي ما حاجتك إليه . قال أبو موسى : ويحتمل أن يكون الصواب : ما رابك إليه بفتح الباء : أي ما أقلقك وألجأك إليه . وهكذا يرويه بعضهم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية