الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3659 باب هجرة الحبشة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان هجرة المسلمين من مكة إلى أرض الحبشة ، الهجرة في الأصل : اسم من الهجر ضد الوصل ، وقد هجره هجرا وهجرانا ، ثم غلبت على الخروج من أرض إلى أرض ، وترك الأولى للثانية ، يقال منه : هاجر مهاجرة ، وكان وقوع هجرة المسلمين من مكة إلى أرض الحبشة مرتين : أولاهما كانت في شهر رجب من سنة خمس من المبعث ، قال الواقدي : أول من هاجر منهم أحد عشر رجلا ، وأربع نسوة ، وأنهم انتهوا إلى البحر ما بين ماش وراكب ، فاستأجروا سفينة بنصف دينار إلى الحبشة ، وهم : عثمان بن عفان ، وامرأته رقية بنت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ، وأبو حذيفة بن عتبة ، وامرأته سهلة بنت سهيل ، والزبير بن العوام ، ومصعب بن عمير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو سلمة بن عبد الأسد ، وامرأته أم سلمة بنت أبي أمية ، وعثمان بن مظعون .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 12 ] وعامر بن ربيعة العنزي ، وامرأته ليلى بنت أبي خيثمة ، وأبو سبرة بن أبي رهم ، وحاطب بن عمرو ، وسهيل بن بيضاء ، وعبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهم ، والثانية من الهجرة فكان أهلها اثنين وثمانين رجلا سوى نسائهم وأبنائهم ، وعمار بن ياسر يشك فيه ، فإن كان فيهم فقد كانوا ثلاثة وثمانين رجلا ، وقد ذكرناهم في تاريخنا الكبير على ما ذكره ابن إسحاق رحمه الله ، وجزم ابن إسحاق بأن ابن مسعود كان في الهجرة الثانية .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية