الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم ) الآية [ 77 ] .

                                                                                                                                                                  338 - قال الكلبي : نزلت هذه الآية في نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم عبد الرحمن بن عوف ، والمقداد بن الأسود ، وقدامة بن مظعون وسعد بن أبي وقاص . كانوا يلقون من المشركين أذى كثيرا ، ويقولون : يا رسول الله ائذن لنا من قتال هؤلاء ، فيقول لهم : كفوا أيديكم عنهم ، فإني لم أومر بقتالهم . فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ، وأمرهم الله تعالى بقتال المشركين - كرهه بعضهم وشق عليهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  339 - أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد العدل قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال : أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن علي قال : سمعت أبي يقول : أخبرنا الحسين بن واقد ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن عبد الرحمن [ بن عوف ] وأصحابا له أتوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة ، فقالوا : يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون ، فلما آمنا صرنا أذلة ! فقال : إني أمرت بالعفو ، فلا تقاتلوا القوم . فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا ، فأنزل الله تعالى : ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم ) .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية