الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          1538 - مسألة : ولا يحل بيع الصور إلا للعب الصبايا فقط ، فإن اتخاذها لهن حلال حسن ، وما جاز ملكه جاز بيعه إلا أن يخص شيئا من ذلك نص فيوقف عنده .

                                                                                                                                                                                          قال الله - تعالى - : { وأحل الله البيع } .

                                                                                                                                                                                          وقال - تعالى - : { وقد فصل لكم ما حرم عليكم } .

                                                                                                                                                                                          وكذلك لا يحل اتخاذ الصور إلا ما كان رقما في ثوب - : لما روينا من طريق مسلم نا إسحاق بن إبراهيم - هو ابن راهويه - عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن [ ص: 516 ] عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن أبي طلحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة } .

                                                                                                                                                                                          ومن طريق مالك عن أبي النضر عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة يعوده قال : فوجد عنده سهل بن حنيف فأمر أبو طلحة بنزع نمط كان تحته ؟ فقال له سهل : لم نزعته ؟ قال : لأن فيه تصاوير ، وقد قال رسول الله : ما قد علمت ؟ قال سهل : ألم يقل إلا ما كان رقما ؟ قال : بلى ، ولكنه أطيب لنفسي .

                                                                                                                                                                                          قال أبو محمد : حرام علينا تنفير الملائكة عن بيوتنا ، وهم رسل الله - عز وجل - والمتقرب إليه - عز وجل - بقربهم .

                                                                                                                                                                                          ومن طريق مسلم أنا يحيى بن يحيى قال : أنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين قالت { كنت ألعب بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يأتيني صواحبي فكن يتقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسربهن إلي } فوجب استثناء البنات للصبايا من جملة ما نهي عنه من الصور .

                                                                                                                                                                                          وأما الصلب فبخلاف ذلك ، ولا يحل تركها في ثوب ، ولا في غيره - : لما روينا من طريق قاسم بن أصبغ نا بكر بن حماد أنا مسدد نا يحيى - هو ابن سعيد القطان - عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عمران بن حطان عن عائشة أم المؤمنين { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يدع في بيته ثوبا فيه تصليب إلا نقضه } .

                                                                                                                                                                                          وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كره الستر المعلق فيه التصاوير فجعلت له منه [ ص: 517 ] وسادة فلم ينكرها - فصح أن الصور في الستور مكروهة غير محرمة ، وفي الوسائد ، وغير الستور ليست مكروهة الاستخدام بها .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية