[ ص: 1811 ] تفسير سورة الممتحنة
وهي مدنية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=27175_29435_30513_30525_30556_30883_31788_32024_32351_32427_32431_33522_34091_34122_34200_34206_34513_8371_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل nindex.php?page=treesubj&link=27175_29435_34190_34200_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون nindex.php?page=treesubj&link=28723_34088_34100_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير nindex.php?page=treesubj&link=19647_20009_20027_28639_28662_30337_30347_30556_31784_31848_31851_32016_32498_33177_33179_33522_34189_34190_34273_34289_34513_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير nindex.php?page=treesubj&link=19775_28723_30527_32064_33179_34513_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم nindex.php?page=treesubj&link=28723_29711_30180_32016_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد nindex.php?page=treesubj&link=28723_29694_33679_33991_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم nindex.php?page=treesubj&link=18043_27175_32387_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=8لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين nindex.php?page=treesubj&link=27175_28328_30556_33522_34200_34206_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون
ذكر كثير من المفسرين، رحمهم الله ، أن سبب نزول هذه الآيات الكريمات في قصة
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة، حين غزا النبي صلى الله عليه وسلم غزاة الفتح، فكتب
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب إلى المشركين يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، ليتخذ بذلك يدا
[ ص: 1812 ] عندهم لا شكا و نفاقا، وأرسله مع امرأة، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشأنه، فأرسل إلى المرأة قبل وصولها وأخذ منها الكتاب.
وعاتب
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطبا، فاعتذر بعذر قبله النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الآيات فيها
nindex.php?page=treesubj&link=14644النهي الشديد عن موالاة الكفار من المشركين وغيرهم، وإلقاء المودة إليهم، وأن ذلك مناف للإيمان، ومخالف لملة
إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، ومناقض للعقل الذي يوجب الحذر كل الحذر من العدو، الذي لا يبقي من مجهوده في العداوة شيئا، وينتهز الفرصة في إيصال الضرر إلى عدوه، فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يا أيها الذين آمنوا اعملوا بمقتضى إيمانكم، من ولاية من قام بالإيمان، ومعاداة من عاداه، فإنه عدو لله، وعدو للمؤمنين.
فلا تتخذوا عدو الله
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة أي: تسارعون في مودتهم وفي السعي بأسبابها، فإن المودة إذا حصلت، تبعتها النصرة والموالاة، فخرج العبد من الإيمان، وصار من جملة أهل الكفران، وانفصل عن أهل الإيمان.
وهذا المتخذ للكافر وليا، عادم المروءة أيضا، فإنه كيف يوالي أعدى أعدائه الذي لا يريد له إلا الشر، ويخالف ربه ووليه الذي يريد به الخير، ويأمره به، ويحثه عليه؟! ومما يدعو المؤمن أيضا إلى معاداة الكفار، أنهم قد كفروا بما جاء المؤمنين من الحق، ولا أعظم من هذه المخالفة والمشاقة، فإنهم قد كفروا بأصل دينكم، وزعموا أنكم ضلال على غير هدى.
والحال أنهم كفروا بالحق الذي لا شك فيه ولا مرية، ومن رد الحق فمحال أن يوجد له دليل أو حجة تدل على صحة قوله، بل مجرد العلم بالحق يدل على بطلان قول من رده وفساده.
ومن عداوتهم البليغة أنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يخرجون الرسول وإياكم أيها المؤمنون من دياركم، ويشردونكم من أوطانكم، ولا ذنب لكم في ذلك عندهم، إلا أنكم تؤمنون بالله ربكم الذي يتعين على الخلق كلهم القيام بعبوديته، لأنه رباهم، وأنعم عليهم، بالنعم الظاهرة والباطنة، وهو الله تعالى.
فلما أعرضوا عن هذا الأمر، الذي هو أوجب الواجبات، وقمتم به، عادوكم، وأخرجوكم - من أجله - من دياركم، فأي دين، وأي مروءة وعقل، يبقى مع العبد إذا والى الكفار الذين هذا وصفهم في كل زمان
[ ص: 1813 ] أو مكان؟!! ولا يمنعهم منه إلا خوف، أو مانع قوي.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي أي: إن كان خروجكم مقصودكم به الجهاد في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله، وابتغاء رضاه فاعملوا بمقتضى هذا، من موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه، فإن هذا من أعظم الجهاد في سبيله ومن أعظم ما يتقرب به المتقربون إلى ربهم ويبتغون به رضاه.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم أي: كيف تسرون المودة للكافرين وتخفونها، مع علمكم أن الله عالم بما تخفون وما تعلنون؟!، فهو وإن خفي على المؤمنين، فلا يخفى على الله تعالى، وسيجازي العباد بما يعلمه منهم من الخير والشر،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1ومن يفعله منكم أي: موالاة الكافرين بعد ما حذركم الله منها
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1فقد ضل سواء السبيل لأنه سلك مسلكا مخالفا للشرع وللعقل والمروءة الإنسانية.
ثم بين تعالى شدة عداوتهم، تهييجا للمؤمنين على عداوتهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2إن يثقفوكم أي: يجدوكم، وتسنح لهم الفرصة في أذاكم،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2يكونوا لكم أعداء ظاهرين
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2ويبسطوا إليكم أيديهم بالقتل والضرب، ونحو ذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2وألسنتهم بالسوء أي: بالقول الذي يسوء، من شتم وغيره،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2وودوا لو تكفرون فإن هذا غاية ما يريدون منكم.
فإن احتججتم وقلتم: نوالي الكفار لأجل القرابة والأموال، فلن تغني عنكم أموالكم ولا أولادكم من الله شيئا.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3والله بما تعملون بصير فلذلك حذركم من موالاة الكافرين الذين تضركم موالاتهم، قد كان لكم يا معشر المؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4أسوة حسنة أي: قدوة صالحة وائتمام ينفعكم،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4في إبراهيم والذين معه من المؤمنين، لأنكم قد أمرتم أن تتبعوا ملة
إبراهيم حنيفا،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله أي: إذ تبرأ
إبراهيم عليه السلام ومن معه من المؤمنين، من قومهم المشركين ومما يعبدون من دون الله.
ثم صرحوا بعداوتهم غاية التصريح، فقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4كفرنا بكم وبدا أي: ظهر وبان
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أي: البغض
[ ص: 1814 ] بالقلوب، وزوال مودتها، والعداوة بالأبدان، وليس لتلك العداوة والبغضاء وقت ولا حد، بل ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4أبدا ما دمتم مستمرين على كفركم
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4حتى تؤمنوا بالله وحده أي: فإذا آمنتم بالله وحده، زالت العداوة والبغضاء، وانقلبت مودة وولاية، فلكم أيها المؤمنون أسوة حسنة في إبراهيم ومن معه في القيام بالإيمان والتوحيد، ولوازم ذلك ومقتضياته، وفي كل شيء تعبدوا به لله وحده،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4إلا في خصلة واحدة وهي
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4قول إبراهيم لأبيه آزر المشرك، الكافر المعاند، حين دعاه إلى الإيمان والتوحيد، فامتنع، فقال إبراهيم :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4لأستغفرن لك و ) الحال أني لا
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4أملك لك من الله من شيء لكني أدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا، فليس لكم أن تقتدوا
بإبراهيم في هذه الحالة التي دعا بها للمشرك، فليس لكم أن تدعوا للمشركين، وتقولوا: إنا في ذلك متبعون لملة
إبراهيم، فإن الله ذكر عذر إبراهيم في ذلك بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه الآية ولكم أسوة حسنة في إبراهيم ومن معه، حين دعوا الله وتوكلوا عليه وأنابوا إليه، واعترفوا بالعجز والتقصير، فقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4ربنا عليك توكلنا أي: اعتمدنا عليك في جلب ما ينفعنا ودفع ما يضرنا، ووثقنا بك يا ربنا في ذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4وإليك أنبنا أي: رجعنا إلى طاعتك ومرضاتك وجميع ما يقرب إليك، فنحن في ذلك ساعون، وبفعل الخيرات مجتهدون، ونعلم أنا إليك نصير، فسنستعد للقدوم عليك، ونعمل ما يزلفنا إليك .
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا أي: لا تسلطهم علينا بذنوبنا، فيفتنونا ويمنعونا مما يقدرون عليه من أمور الإيمان، ويفتنون أيضا بأنفسهم، فإنهم إذا رأوا لهم الغلبة، ظنوا أنهم على الحق وأنا على الباطل، فازدادوا كفرا وطغيانا،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5واغفر لنا ما اقترفنا من الذنوب والسيئات، وما قصرنا به من المأمورات،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5ربنا إنك أنت العزيز القاهر لكل شيء،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5الحكيم الذي يضع الأشياء مواضعها، فبعزتك وحكمتك انصرنا على أعدائنا، واغفر لنا ذنوبنا، وأصلح عيوبنا.
[ ص: 1815 ] ثم كرر الحث لهم على الاقتداء بهم، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة وليس كل أحد تسهل عليه هذه الأسوة، وإنما تسهل على من
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6كان يرجو الله واليوم الآخر فإن
nindex.php?page=treesubj&link=19695_20182الإيمان واحتساب الأجر والثواب، يسهل على العبد كل عسير، ويقلل لديه كل كثير، ويوجب له الإكثار من الاقتداء بعباد الله الصالحين، والأنبياء والمرسلين، فإنه يرى نفسه مفتقرا ومضطرا إلى ذلك غاية الاضطرار.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6ومن يتول عن طاعة الله والتأسي برسل الله، فلن يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6فإن الله هو الغني الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه، فلا يحتاج إلى أحد من خلقه بوجه ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6الحميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فإنه محمود على ذلك كله.
ثم أخبر تعالى أن هذه العداوة التي أمر الله بها المؤمنين للمشركين، ووصفهم بالقيام بها أنهم ما داموا على شركهم وكفرهم، وأنهم إن انتقلوا إلى الإيمان، فإن الحكم يدور مع علته، والمودة الإيمانية ترجع، فلا تيأسوا أيها المؤمنون، من رجوعهم إلى الإيمان،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7فعسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة سببها رجوعهم إلى الإيمان،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7والله قدير على كل شيء، ومن ذلك هداية القلوب وتقليبها من حال إلى حال،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7والله غفور رحيم لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، ولا يكبر عليه عيب أن يستره،
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وفي هذه الآية إشارة وبشارة بإسلام بعض المشركين، الذين كانوا إذ ذاك أعداء للمؤمنين، وقد وقع ذلك، ولله الحمد والمنة.
ولما نزلت هذه الآيات الكريمات، المهيجة على عداوة الكافرين، وقعت من المؤمنين كل موقع، وقاموا بها أتم القيام، وتأثموا من صلة بعض أقاربهم المشركين، وظنوا أن ذلك داخل فيما نهى الله عنه.
فأخبرهم الله أن ذلك لا يدخل في المحرم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=8لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين أي: لا ينهاكم الله عن البر والصلة، والمكافأة بالمعروف، والقسط للمشركين، من أقاربكم
[ ص: 1816 ] وغيرهم، حيث كانوا بحال لم ينتصبوا لقتالكم في الدين والإخراج من دياركم، فليس عليكم جناح أن تصلوهم، فإن صلتهم في هذه الحالة، لا محذور فيها ولا تبعة كما قال تعالى عن الأبوين المشركين إذا كان ولدهما مسلما:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين أي: لأجل دينكم، عداوة لدين الله ولمن قام به،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9وأخرجوكم من دياركم وظاهروا أي: عاونوا غيرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9على إخراجكم نهاكم الله
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9أن تولوهم بالمودة والنصرة، بالقول والفعل، وأما بركم وإحسانكم، الذي ليس بتول للمشركين، فلم ينهكم الله عنه، بل ذلك داخل في عموم الأمر بالإحسان إلى الأقارب وغيرهم من الآدميين، وغيرهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون وذلك الظلم يكون بحسب التولي، فإن كان توليا تاما، صار ذلك كفرا مخرجا عن دائرة الإسلام، وتحت ذلك من المراتب ما هو غليظ، وما هو دونه.
[ ص: 1811 ] تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُمْتَحِنَةِ
وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=27175_29435_30513_30525_30556_30883_31788_32024_32351_32427_32431_33522_34091_34122_34200_34206_34513_8371_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ nindex.php?page=treesubj&link=27175_29435_34190_34200_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_34088_34100_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ nindex.php?page=treesubj&link=19647_20009_20027_28639_28662_30337_30347_30556_31784_31848_31851_32016_32498_33177_33179_33522_34189_34190_34273_34289_34513_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ nindex.php?page=treesubj&link=19775_28723_30527_32064_33179_34513_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=28723_29711_30180_32016_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ nindex.php?page=treesubj&link=28723_29694_33679_33991_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=18043_27175_32387_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=8لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ nindex.php?page=treesubj&link=27175_28328_30556_33522_34200_34206_29031nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
ذَكَرَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ، رَحِمَهُمُ اللَّهُ ، أَنَّ سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَاتِ الْكَرِيمَاتِ فِي قِصَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، حِينَ غَزَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَاةَ الْفَتْحِ، فَكَتَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبٌ إِلَى الْمُشْرِكِينَ يُخْبِرُهُمْ بِمَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، لِيَتَّخِذَ بِذَلِكَ يَدًا
[ ص: 1812 ] عِنْدَهُمْ لَا شَكًّا وَ نِفَاقًا، وَأَرْسَلَهُ مَعَ امْرَأَةٍ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَأْنِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْمَرْأَةِ قَبْلَ وُصُولِهَا وَأَخَذَ مِنْهَا الْكِتَابَ.
وَعَاتَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبًا، فَاعْتَذَرَ بِعُذْرٍ قَبِلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذِهِ الْآيَاتُ فِيهَا
nindex.php?page=treesubj&link=14644النَّهْيُ الشَّدِيدُ عَنْ مُوَالَاةِ الْكُفَّارِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَغَيْرِهِمْ، وَإِلْقَاءِ الْمَوَدَّةِ إِلَيْهِمْ، وَأَنَّ ذَلِكَ مُنَافٍ لِلْإِيمَانِ، وَمُخَالِفٌ لِمِلَّةِ
إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَمُنَاقِضٌ لِلْعَقْلِ الَّذِي يُوجِبُ الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنَ الْعَدُوِّ، الَّذِي لَا يُبْقِي مِنْ مَجْهُودِهِ فِي الْعَدَاوَةِ شَيْئًا، وَيَنْتَهِزُ الْفُرْصَةَ فِي إِيصَالِ الضَّرَرِ إِلَى عَدُوِّهِ، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اعْمَلُوا بِمُقْتَضَى إِيمَانِكُمْ، مِنْ وِلَايَةِ مَنْ قَامَ بِالْإِيمَانِ، وَمُعَادَاةِ مَنْ عَادَاهُ، فَإِنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ، وَعَدُوٌّ لِلْمُؤْمِنِينَ.
فَلَا تَتَّخِذُوا عَدُوَّ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ أَيْ: تُسَارِعُونَ فِي مَوَدَّتِهِمْ وَفِي السَّعْيِ بِأَسْبَابِهَا، فَإِنَّ الْمَوَدَّةَ إِذَا حَصَلَتْ، تَبِعَتْهَا النُّصْرَةُ وَالْمُوَالَاةُ، فَخَرَجَ الْعَبْدُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَصَارَ مِنْ جُمْلَةِ أَهْلِ الْكُفْرَانِ، وَانْفَصَلَ عَنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ.
وَهَذَا الْمُتَّخِذُ لِلْكَافِرِ وَلِيًّا، عَادِمُ الْمُرُوءَةِ أَيْضًا، فَإِنَّهُ كَيْفَ يُوَالِي أَعْدَى أَعْدَائِهِ الَّذِي لَا يُرِيدُ لَهُ إِلَّا الشَّرَّ، وَيُخَالِفُ رَبَّهُ وَوَلِيَّهُ الَّذِي يُرِيدُ بِهِ الْخَيْرَ، وَيَأْمُرُهُ بِهِ، وَيَحُثُّهُ عَلَيْهِ؟! وَمِمَّا يَدْعُو الْمُؤْمِنَ أَيْضًا إِلَى مُعَادَاةِ الْكَفَّارِ، أَنَّهُمْ قَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْحَقِّ، وَلَا أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ الْمُخَالَفَةِ وَالْمُشَاقَّةِ، فَإِنَّهُمْ قَدْ كَفَرُوا بِأَصْلِ دِينِكُمْ، وَزَعَمُوا أَنَّكُمْ ضُلَّالٌ عَلَى غَيْرِ هُدًى.
وَالْحَالُ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِالْحَقِّ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا مِرْيَةَ، وَمَنْ رَدَّ الْحَقَّ فَمُحَالٌ أَنْ يُوجَدَ لَهُ دَلِيلٌ أَوْ حُجَّةٌ تَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ، بَلْ مُجَرَّدُ الْعِلْمِ بِالْحَقِّ يَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِ مَنْ رَدَّهُ وَفَسَادِهِ.
وَمِنْ عَدَاوَتِهِمُ الْبَلِيغَةِ أَنَّهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ مِنْ دِيَارِكُمْ، وَيُشَرِّدُونَكُمْ مِنْ أَوْطَانِكُمْ، وَلَا ذَنَبَ لَكُمْ فِي ذَلِكَ عِنْدَهُمْ، إِلَّا أَنَّكُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ رَبِّكُمُ الَّذِي يَتَعَيَّنُ عَلَى الْخَلْقِ كُلِّهِمُ الْقِيَامُ بِعُبُودِيَّتِهِ، لِأَنَّهُ رَبَّاهُمْ، وَأَنْعَمَ عَلَيْهِمْ، بِالنِّعَمِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى.
فَلَمَّا أَعْرَضُوا عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، الَّذِي هُوَ أَوْجَبُ الْوَاجِبَاتِ، وَقُمْتُمْ بِهِ، عَادُوكُمْ، وَأَخْرَجُوكُمْ - مِنْ أَجْلِهِ - مِنْ دِيَارِكُمْ، فَأَيُّ دِينٍ، وَأَيُّ مُرُوءَةٍ وَعَقْلٍ، يَبْقَى مَعَ الْعَبْدِ إِذَا وَالَى الْكُفَّارَ الَّذِينَ هَذَا وَصْفُهُمْ فِي كُلِّ زَمَانٍ
[ ص: 1813 ] أَوْ مَكَانٍ؟!! وَلَا يَمْنَعُهُمْ مِنْهُ إِلَّا خَوْفٌ، أَوْ مَانِعٌ قَوِيٌّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي أَيْ: إِنْ كَانَ خُرُوجُكُمْ مَقْصُودُكُمْ بِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لِإِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ، وَابْتِغَاءِ رِضَاهُ فَاعْمَلُوا بِمُقْتَضَى هَذَا، مِنْ مُوَالَاةِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِهِ، فَإِنَّ هَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ وَمِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْمُتَقَرِّبُونَ إِلَى رَبِّهِمْ وَيَبْتَغُونَ بِهِ رِضَاهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ أَيْ: كَيْفَ تُسِرُّونَ الْمَوَدَّةَ لِلْكَافِرِينَ وَتُخْفُونَهَا، مَعَ عِلْمِكُمْ أَنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِمَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ؟!، فَهُوَ وَإِنْ خُفِيَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، فَلَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَسَيُجَازِي الْعِبَادَ بِمَا يَعْلَمُهُ مِنْهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ أَيْ: مُوَالَاةُ الْكَافِرِينَ بَعْدَ مَا حَذَّرَكُمُ اللَّهُ مِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ لِأَنَّهُ سَلَكَ مَسْلَكًا مُخَالِفًا لِلشَّرْعِ وَلِلْعَقْلِ وَالْمُرُوءَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ.
ثُمَّ بَيَّنَ تَعَالَى شِدَّةَ عَدَاوَتِهِمْ، تَهْيِيجًا لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى عَدَاوَتِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2إِنْ يَثْقَفُوكُمْ أَيْ: يَجِدُوكُمْ، وَتَسْنَحُ لَهُمُ الْفُرْصَةُ فِي أَذَاكُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً ظَاهِرِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ بِالْقَتْلِ وَالضَّرْبِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ أَيْ: بِالْقَوْلِ الَّذِي يَسُوءُ، مِنْ شَتْمٍ وَغَيْرِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ فَإِنَّ هَذَا غَايَةُ مَا يُرِيدُونَ مِنْكُمْ.
فَإِنِ احْتَجَجْتُمْ وَقُلْتُمْ: نُوَالِي الْكُفَّارَ لِأَجْلِ الْقَرَابَةِ وَالْأَمْوَالِ، فَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فَلِذَلِكَ حَذَّرَكُمْ مِنْ مُوَالَاةِ الْكَافِرِينَ الَّذِينَ تَضُرُّكُمْ مُوَالَاتُهُمْ، قَدْ كَانَ لَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ أَيْ: قُدْوَةٌ صَالِحَةٌ وَائْتِمَامٌ يَنْفَعُكُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، لِأَنَّكُمْ قَدْ أُمِرْتُمْ أَنْ تَتَّبِعُوا مِلَّةَ
إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَيْ: إِذْ تَبَرَّأَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْ قَوْمِهِمِ الْمُشْرِكِينَ وَمِمَّا يَعْبُدُونَ مَنْ دُونِ اللَّهِ.
ثُمَّ صَرَّحُوا بِعَدَاوَتِهِمْ غَايَةَ التَّصْرِيحِ، فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا أَيْ: ظَهَرَ وَبَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَيِ: الْبُغْضُ
[ ص: 1814 ] بِالْقُلُوبِ، وَزَوَالُ مَوَدَّتِهَا، وَالْعَدَاوَةِ بِالْأَبْدَانِ، وَلَيْسَ لِتِلْكَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَقْتٌ وَلَا حَدٌّ، بَلْ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4أَبَدًا مَا دُمْتُمْ مُسْتَمِرِّينَ عَلَى كُفْرِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ أَيْ: فَإِذَا آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، زَالَتِ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ، وَانْقَلَبَتْ مَوَدَّةً وَوِلَايَةً، فَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْقِيَامِ بِالْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ، وَلَوَازِمِ ذَلِكَ وَمُقْتَضَيَاتِهِ، وَفِي كُلِّ شَيْءٍ تَعَبَّدُوا بِهِ لِلَّهِ وَحْدَهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4إِلا فِي خَصْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ آزَرَ الْمُشْرِكِ، الْكَافِرِ الْمُعَانِدِ، حِينَ دَعَاهُ إِلَى الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ، فَامْتَنَعَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَ ) الْحَالُ أَنِّي لَا
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَكِنِّي أَدْعُو رَبِّي عَسَى أَنْ لَا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا، فَلَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَقْتَدُوا
بِإِبْرَاهِيمَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ الَّتِي دَعَا بِهَا لِلْمُشْرِكِ، فَلَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَدْعُوا لِلْمُشْرِكِينَ، وَتَقُولُوا: إِنَّا فِي ذَلِكَ مُتَّبِعُونَ لِمِلَّةِ
إِبْرَاهِيمَ، فَإِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ عُذْرَ إِبْرَاهِيمَ فِي ذَلِكَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ الْآيَةَ وَلَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ مَعَهُ، حِينَ دَعَوُا اللَّهَ وَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ وَأَنَابُوا إِلَيْهِ، وَاعْتَرَفُوا بِالْعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ، فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا أَيِ: اعْتَمَدْنَا عَلَيْكَ فِي جَلْبِ مَا يَنْفَعُنَا وَدَفْعِ مَا يَضُرُّنَا، وَوَثِقْنَا بِكَ يَا رَبَّنَا فِي ذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا أَيْ: رَجِعْنَا إِلَى طَاعَتِكَ وَمَرْضَاتِكَ وَجَمِيعِ مَا يُقَرِّبُ إِلَيْكَ، فَنَحْنُ فِي ذَلِكَ سَاعُونَ، وَبِفِعْلِ الْخَيِّرَاتِ مُجْتَهِدُونَ، وَنَعْلَمُ أَنَّا إِلَيْكَ نَصِيرُ، فَسَنَسْتَعِدُّ لِلْقُدُومِ عَلَيْكَ، وَنَعْمَلُ مَا يُزْلِفُنَا إِلَيْكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ: لَا تُسَلِّطْهُمْ عَلَيْنَا بِذُنُوبِنَا، فَيَفْتِنُونَا وَيَمْنَعُونَا مِمَّا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ مِنْ أُمُورِ الْإِيمَانِ، وَيُفْتَنُونَ أَيْضًا بِأَنْفُسِهِمْ، فَإِنَّهُمْ إِذَا رَأَوْا لَهُمُ الْغَلَبَةَ، ظَنُّوا أَنَّهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّا عَلَى الْبَاطِلِ، فَازْدَادُوا كُفْرًا وَطُغْيَانًا،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5وَاغْفِرْ لَنَا مَا اقْتَرَفْنَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ، وَمَا قَصَّرْنَا بِهِ مِنَ الْمَأْمُورَاتِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْقَاهِرُ لِكُلِّ شَيْءٍ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5الْحَكِيمُ الَّذِي يَضَعُ الْأَشْيَاءَ مَوَاضِعَهَا، فَبِعِزَّتِكَ وَحِكْمَتِكَ انْصُرْنَا عَلَى أَعْدَائِنَا، وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَأَصْلِحْ عُيُوبَنَا.
[ ص: 1815 ] ثُمَّ كَرَّرَ الْحَثَّ لَهُمْ عَلَى الِاقْتِدَاءِ بِهِمْ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ تَسْهُلُ عَلَيْهِ هَذِهِ الْأُسْوَةُ، وَإِنَّمَا تَسْهُلُ عَلَى مَنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19695_20182الْإِيمَانَ وَاحْتِسَابَ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ، يُسَهِّلُ عَلَى الْعَبْدِ كُلَّ عَسِيرٍ، وَيُقَلِّلُ لَدَيْهِ كُلَّ كَثِيرٍ، وَيُوجِبُ لَهُ الْإِكْثَارَ مِنَ الِاقْتِدَاءِ بِعِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، وَالْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، فَإِنَّهُ يَرَى نَفْسَهُ مُفْتَقِرًا وَمُضْطَرًّا إِلَى ذَلِكَ غَايَةَ الِاضْطِرَارِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6وَمَنْ يَتَوَلَّ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَالتَّأَسِّي بِرُسُلِ اللَّهِ، فَلَنْ يَضُرَّ إِلَّا نَفْسَهُ، وَلَا يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الَّذِي لَهُ الْغِنَى التَّامَّ الْمُطْلَقَ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ، فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ بِوَجْهٍ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6الْحَمِيدُ فِي ذَاتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ، فَإِنَّهُ مَحْمُودٌ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ.
ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ هَذِهِ الْعَدَاوَةَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا الْمُؤْمِنِينَ لِلْمُشْرِكِينَ، وَوَصَفَهُمْ بِالْقِيَامِ بِهَا أَنَّهُمْ مَا دَامُوا عَلَى شِرْكِهِمْ وَكُفْرِهِمْ، وَأَنَّهُمْ إِنِ انْتَقَلُوا إِلَى الْإِيمَانِ، فَإِنَّ الْحُكْمَ يَدُورُ مَعَ عِلَّتِهِ، وَالْمَوَدَّةَ الْإِيمَانِيَّةَ تَرْجِعُ، فَلَا تَيْأَسُوا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، مِنْ رُجُوعِهِمْ إِلَى الْإِيمَانِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً سَبَبُهَا رُجُوعُهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7وَاللَّهُ قَدِيرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَمِنْ ذَلِكَ هِدَايَةُ الْقُلُوبِ وَتَقْلِيبُهَا مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، وَلَا يَكْبُرَ عَلَيْهِ عَيْبٌ أَنْ يَسْتُرَهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ إِشَارَةٌ وَبِشَارَةٌ بِإِسْلَامِ بَعْضِ الْمُشْرِكِينَ، الَّذِينَ كَانُوا إِذْ ذَاكَ أَعْدَاءً لِلْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.
وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ الْكَرِيمَاتُ، الْمُهَيِّجَةُ عَلَى عَدَاوَةِ الْكَافِرِينَ، وَقَعَتْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كُلَّ مَوْقِعٍ، وَقَامُوا بِهَا أَتَمَّ الْقِيَامِ، وَتَأْثَّمُوا مِنْ صِلَةِ بَعْضِ أَقَارِبِهِمُ الْمُشْرِكِينَ، وَظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِيمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ.
فَأَخْبَرَهُمُ اللَّهُ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَدْخُلُ فِي الْمُحَرَّمِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=8لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ أَيْ: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الْبَرِّ وَالصِّلَةِ، وَالْمُكَافَأَةِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالْقِسْطِ لِلْمُشْرِكِينَ، مِنْ أَقَارِبِكُمْ
[ ص: 1816 ] وَغَيْرِهِمْ، حَيْثُ كَانُوا بِحَالٍ لَمْ يَنْتَصِبُوا لِقِتَالِكُمْ فِي الدِّينِ وَالْإِخْرَاجِ مِنْ دِيَارِكُمْ، فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جَنَاحٌ أَنْ تَصِلُوهُمْ، فَإِنَّ صِلْتَهُمْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ، لَا مَحْذُورَ فِيهَا وَلَا تَبِعَةَ كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنِ الْأَبَوَيْنِ الْمُشْرِكَيْنِ إِذَا كَانَ وَلَدُهُمَا مُسْلِمًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ أَيْ: لِأَجْلِ دِينِكُمْ، عَدَاوَةً لِدِينِ اللَّهِ وَلِمَنْ قَامَ بِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا أَيْ: عَاوَنُوا غَيْرَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9عَلَى إِخْرَاجِكُمْ نَهَاكُمُ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9أَنْ تَوَلَّوْهُمْ بِالْمَوَدَّةِ وَالنُّصْرَةِ، بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَأَمَّا بِرُّكُمْ وَإِحْسَانُكُمُ، الَّذِي لَيْسَ بِتَوَلٍّ لِلْمُشْرِكِينَ، فَلَمْ يَنْهَكُمُ اللَّهُ عَنْهُ، بَلْ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ الْأَمْرِ بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْأَقَارِبِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْآدَمِيِّينَ، وَغَيْرِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=9وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ وَذَلِكَ الظُّلْمُ يَكُونُ بِحَسَبِ التَّوَلِّي، فَإِنْ كَانَ تَوَلِّيًا تَامًّا، صَارَ ذَلِكَ كُفْرًا مُخْرِجًا عَنْ دَائِرَةِ الْإِسْلَامِ، وَتَحْتَ ذَلِكَ مِنَ الْمَرَاتِبِ مَا هُوَ غَلِيظٌ، وَمَا هُوَ دُونَهُ.