الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولبثوا في كهفهم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج الخطيب في "تاريخه" عن حكيم بن عقال قال : سمعت عثمان بن عفان يقرأ : ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين منونة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : إن الرجل ليفسر الآية يرى أنها كذلك، فيهوي أبعد ما بين السماء والأرض . ثم تلا : ولبثوا في كهفهم الآية . ثم قال : كم لبث القوم؟ قالوا : ثلاثمائة وتسع سنين . قال : لو كانوا لبثوا كذلك لم يقل الله : قل الله أعلم بما لبثوا . ولكنه حكى مقالة القوم فقال : سيقولون ثلاثة . إلى قوله : رجما بالغيب . فأخبر أنهم لا يعلمون، قال : سيقولون : ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة [ ص: 520 ] قال : في حرف ابن مسعود : (وقالوا لبثوا في كهفهم) الآية . يعني أنما قاله الناس، ألا ترى أنه قال : قل الله أعلم بما لبثوا ! .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله : ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا . قال : هذا قول أهل الكتاب، فرد الله عليهم : قل الله أعلم بما لبثوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الضحاك قال : لما نزلت هذه الآية : في كهفهم ثلاث مائة . قيل : يا رسول الله، أياما، أم أشهرا، أم سنين؟ فأنزل الله : سنين وازدادوا تسعا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن الضحاك ، عن ابن عباس موصولا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا . يقول : عدد ما لبثوا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 521 ] وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : أبصر به وأسمع . قال : الله يقوله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : أبصر به وأسمع . قال : لا أحد أبصر من الله ولا أسمع، تبارك وتعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية