الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وإذ قال موسى لفتاه ؛ وإن شئت قلت بالإمالة؛ والكسر؛ وهي لغة تميم ؛ وأهل الحجاز يفتحون؛ ويفخمون؛ ويروى في التفسير أن فتاه "يوشع بن نون" ؛ لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ؛ معنى "لا أبرح": "لا أزال"؛ ولو كان "لا أزول"؛ كان محالا؛ لأنه إذا لم يزل من مكانه؛ لم يقطع أرضا؛ ومعنى "لا أبرح"؛ في معنى: "لا أزال"؛ موجود في كلام العرب؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        وأبرح ما أدام الله قومي على الأعداء منتطقا مجيدا



                                                                                                                                                                                                                                        أي: لا أزال.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 299 ] وإنما سمى فتاه لأنه كان يخدمه؛ والدليل على ذلك قول موسى : آتنا غداءنا

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: حقبا ؛ "الحقب": ثمانون سنة؛ وكان مجمع البحرين الموضع الذي وعد فيه موسى بلقاء الخضر - عليه السلام -؛ وأحب الله - عز وجل - أن يعلم موسى - وإن كان قد أوتي التوراة - أنه قد أوتي غيره من العلم أيضا ما ليس عنده؛ فوعد بلقاء الخضر .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية