الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2457 باب: من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله

                                                                                                                              وقال النووي: (باب تحريم إرادة أهل المدينة بسوء. وأن من أرادهم به أذابه الله ).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص157 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [(عن عمرو بن يحيى بن عمارة ; أنه سمع القراظ (وكان من أصحاب أبي هريرة ) يزعم أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أراد أهلها بسوء (يريد المدينة ) أذابه الله، كما يذوب الملح في الماء" .

                                                                                                                              قال ابن حاتم، في حديث ابن يحنس، بدل قوله بسوء: شرا. ].

                                                                                                                              [ ص: 75 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 75 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه: (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أرادها بسوء - يريد: المدينة - أذابه الله، كما يذوب الملح في الماء". ).

                                                                                                                              قال النووي: يحتمل أن المراد: من أرادها غازيا، مغيرا عليها. ويحتمل غير ذلك. انتهى.

                                                                                                                              وفي الرواية الأخرى: "ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء" .

                                                                                                                              قال عياض: هذه الزيادة. يعني "في النار"، تدفع إشكال الأحاديث، التي لم تذكر فيها هذه الزيادة. وتبين أن حكمه هذا في الآخرة.

                                                                                                                              قال: وقد يكون المراد به: من أرادها في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كفى المسلمون أمره، واضمحل كيده كما يضمحل الرصاص في النار.

                                                                                                                              قال: وقد يكون في اللفظ تأخير وتقديم. أي أذابه الله ذوب الرصاص في النار. ويكون ذلك لمن أرادها في الدنيا. فلا يمهله الله ولا يمكن له سلطانا، بل يذهبه عن قرب، كما انقضى شأن من حاربها أيام بني أمية، مثل: "مسلم بن عقبة"، فإنه هلك في منصرفه عنها. [ ص: 76 ] ثم هلك يزيد بن معاوية (مرسله ) على إثر ذلك، وغيرهما ممن صنع صنيعهما.

                                                                                                                              قال: وقيل: قد يكون المراد: من كادها اغتيالا، وطلبا لغرتها في غفلة، فلا يتم له أمره. بخلاف من أتى ذلك جهارا، كأمراء استباحوها. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية