الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3733 بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                  كتاب المغازي

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا كتاب في بيان مغازي النبي - صلى الله عليه وسلم - والمغازي جمع مغزى ، والمغزى يصلح أن يكون مصدرا ، تقول : غزا يغزو غزوا ومغزى ومغزاة ، ويصلح أن يكون موضع الغزو ، وكونه مصدرا متعين هنا ، والغزوة من الغزو ، ويجمع على غزوات ، وقال ابن سيده في المحكم : غزا الشيء غزوا إذا أراده وطلبه ، والغزو السير إلى القتال مع العدو ، وقال ابن جني : الغزاوة كالشقاوة ، وأكثر ما يأتي الفعالة مصدرا إذا كانت لغير المتعدي ، وعن ثعلب : إذا قيل غزاه فهو عمل سنة ، وإذا قيل غزوة فهي المرة الواحدة من الغزو ، وقال الجوهري : غزوت العدو غزوا ، والاسم الغزاة ، ورجل غاز والجمع غزاة ، مثل قاض وقضاة ، وغزى وغزى وغزاء ، وأما عدد مغازيه - صلى الله تعالى عليه وسلم - فيأتي عن قريب أنها تسع عشرة ، وعن بريدة : ست عشرة ، وعنه تسع عشرة ، وقاتل في ثمان غزوات ، أولهن بدر ، وأحد ، والأحزاب ، والمريسيع ، وقديد ، وخيبر ، ومكة ، وحنين ، وأما سراياه وبعوثه فقال ابن إسحاق : ثمانية وثلاثون ، وقال ابن سعد : سبعة وأربعون ، وأول البعوث بعث حمزة بن عبد المطلب أو عبيدة بن الحارث على اختلاف ، وآخر البعث أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام ، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية