الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 86 ] وقوله - عز وجل -: في قلوبهم مرض ؛ معناه: نفاق؛ وقد يقال: السقم والمرض في البدن؛ وفي الدين؛ جميعا؛ كما يقال: الصحة في البدن؛ والدين؛ جميعا؛ فمعنى قوله: " مرض " ؛ قال أبو عبيدة : معناه: شك؛ ونفاق؛ والمرض في القلب يصلح لكل ما خرج به الإنسان عن الصحة في الدين؛ وقوله: فزادهم الله مرضا ؛ فيه جوابان؛ قال بعضهم: زادهم الله بكفرهم؛ كما قال - عز وجل -: بل طبع الله عليها بكفرهم ؛ وقال بعض أهل اللغة: فزادهم الله بما أنزل عليهم من القرآن؛ فشكوا فيه؛ كما شكوا في الذي قبله؛ قال: والدليل على ذلك قوله - عز وجل -: وإذا ما أنـزلت سورة ؛ إلى قوله: فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم ؛ وهذا قول بين واضح؛ والله أعلم. وقوله - عز وجل -: ولهم عذاب أليم ؛ معناه: موجع؛ يصل وجعه إلى قلوبهم؛ وتأويل " أليم " ؛ في اللغة: مؤلم؛ قال الشاعر - وهو عمرو بن معد يكرب الزبيدي -: [ ص: 87 ]

                                                                                                                                                                                                                                        أمن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوع



                                                                                                                                                                                                                                        معنى " السميع " : المسمع. وقوله - عز وجل -: بما كانوا يكذبون ؛ ويقرأ: " يكذبون " ؛ فمن قرأ " " يكذبون " ؛ بالتخفيف؛ فإن كذبهم قولهم: إنهم مؤمنون؛ قال الله - عز وجل -: وما هم بمؤمنين ؛ وأما " يكذبون " ؛ بالتثقيل؛ فمعناه: بتكذيبهم النبي - صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية