الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      ما جاء فيمن عجزه الوضوء أو نسي بعض وضوئه أو غسله قال : وقال مالك فيمن توضأ ففرغ من بعض الوضوء وبقي بعضه فقام لأخذ الماء فقال : إن كان قريبا فأرى أن يبني على وضوئه وإن تطاول ذلك وتباعد أخذه الماء وجف وضوءه فأرى أن يعيد الوضوء من أوله .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : أيما رجل اغتسل من جنابة أو حائض اغتسلت فبقيت لمعة من أجسادهما لم يصبها الماء أو توضأ فبقيت لمعة من مواضع الوضوء حتى صليا ومضى الوقت ، قال : إن كان إنما ترك اللمعة عامدا أعاد الذي اغتسل غسله والذي توضأ وضوءه وأعادوا الصلاة وإن كانوا إنما تركوا ذلك سهوا فليغسلوا تلك اللمعة وليعيدوا الصلاة ، فإن لم يغسلوا ذلك حين ذكروا ذلك فليعيدوا الوضوء والغسل وهو قول مالك .

                                                                                                                                                                                      قال سحنون وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن في تبعيض الغسل مثل ذلك .

                                                                                                                                                                                      وقال ابن المسيب في الذي ترك رأسه ناسيا في الغسل ، مثل ذلك ، وقال مالك [ ص: 125 ] في الذي ينسى أن يمسح برأسه فذكره وهو في الصلاة وفي لحيته بلل ، قال : لا يجزئه أن يمسح بذلك البلل ، قال : ولكن ليأخذ الماء لرأسه وليبتدئ الصلاة بعدما يمسح برأسه .

                                                                                                                                                                                      قلت : فهل كان مالك يأمر بأن يغسل رجليه بعدما يمسح برأسه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إن كان ناسيا وخف وضوءه فلا يكون عليه إلا مسح رأسه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية