الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مطلب : في قول الرجل لصاحبه كيف أصبحت وكيف أمسيت .

( فوائد : الأولى ) لا بأس أن يقول لصاحبه كيف أمسيت وكيف أصبحت .

قال الإمام أحمد رضي الله عنه لصدقة وهم في جنازة : يا أبا محمد كيف أمسيت ؟ فقال مساك الله بالخير .

وقال أيضا للمروذي : كيف أصبحت يا أبا بكر ؟ فقال له : صبحك الله بالخير يا أبا عبد الله .

وروى عبد الله بن [ ص: 296 ] الإمام أحمد رضي الله عنه عن الحسن مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب الصفة { كيف أصبحتم } .

وروى ابن ماجه بإسناد لين من حديث أبي أسيد الساعدي { أنه عليه الصلاة والسلام دخل على العباس فقال السلام عليكم ، فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته قال كيف أصبحتم ؟ قالوا بخير نحمد الله كيف أصبحت بأبينا وأمنا أنت يا رسول الله ؟ قال : أصبحت بخير أحمد الله } . وروي أيضا عن جابر قلت { كيف أصبحت يا رسول الله ؟ قال بخير من رجل لم يصبح صائما ولم يعد سقيما } وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز ضعيف .

وفي حواشي تعليق القاضي الكبير عند كتاب النذور وأبو بكر البرقاني بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لو لقيت رجلا فقال لي : بارك الله فيك لقلت وفيك .

قال في الآداب الكبرى : فقد ظهر من ذلك الاكتفاء بنحو كيف أصبحت وكيف أمسيت بدلا من السلام وأنه يرد على المبتدئ بذلك ، وإن كان السلام وجوابه أفضل وأكمل .

التالي السابق


الخدمات العلمية