قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=32يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=32يريدون أن يطفئوا نور الله أي دلالته وحججه على توحيده . جعل البراهين بمنزلة النور لما فيها من البيان . وقيل : المعنى نور الإسلام ، أي أن يخمدوا دين الله بتكذيبهم .
بأفواههم ، جمع فوه على الأصل ؛ لأن الأصل في فم : فوه ، مثل حوض وأحواض .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=32ويأبى الله إلا أن يتم نوره يقال : كيف دخلت ( إلا ) وليس في الكلام حرف نفي ، ولا يجوز : ضربت إلا زيدا . فزعم
الفراء أن ( إلا ) إنما دخلت لأن في الكلام طرفا من الجحد . قال
الزجاج : الجحد والتحقيق ليسا بذوي أطراف . وأدوات الجحد : ما ، ولا ، وإن ، وليس . وهذه لا أطراف لها ينطق بها ولو كان الأمر كما أراد لجاز : كرهت إلا زيدا ، ولكن الجواب أن العرب تحذف مع أبى . والتقدير : ويأبى الله كل شيء إلا أن يتم نوره . وقال
[ ص: 55 ] علي بن سليمان : إنما جاز هذا في " أبى " لأنها منع أو امتناع فضارعت النفي . قال
النحاس : فهذا حسن ، كما قال الشاعر :
وهل لي أم غيرها إن تركتها أبى الله إلا أن أكون لها ابنا
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=32يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ قَوْلُهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=32يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ أَيْ دَلَالَتَهُ وَحُجَجَهُ عَلَى تَوْحِيدِهِ . جَعَلَ الْبَرَاهِينَ بِمَنْزِلَةِ النُّورِ لِمَا فِيهَا مِنَ الْبَيَانِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى نُورُ الْإِسْلَامِ ، أَيْ أَنْ يُخْمِدُوا دِينَ اللَّهِ بِتَكْذِيبِهِمْ .
بِأَفْوَاهِهِمْ ، جَمْعُ فَوْهٍ عَلَى الْأَصْلِ ؛ لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي فَمٍ : فَوْهٍ ، مِثْلُ حَوْضٍ وَأَحْوَاضٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=32وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ يُقَالُ : كَيْفَ دَخَلَتْ ( إِلَّا ) وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ حَرْفُ نَفْيٍ ، وَلَا يَجُوزُ : ضَرَبْتُ إِلَّا زَيْدًا . فَزَعَمَ
الْفَرَّاءُ أَنَّ ( إِلَّا ) إِنَّمَا دَخَلَتْ لِأَنَّ فِي الْكَلَامِ طَرَفًا مِنَ الْجَحْدِ . قَالَ
الزَّجَّاجُ : الْجَحْدُ وَالتَّحْقِيقُ لَيْسَا بِذَوِي أَطْرَافٍ . وَأَدَوَاتُ الْجَحْدِ : مَا ، وَلَا ، وَإِنْ ، وَلَيْسَ . وَهَذِهِ لَا أَطْرَافَ لَهَا يُنْطَقُ بِهَا وَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا أَرَادَ لَجَازَ : كَرِهْتُ إِلَّا زَيْدًا ، وَلَكِنَّ الْجَوَابَ أَنَّ الْعَرَبَ تَحْذِفُ مَعَ أَبَى . وَالتَّقْدِيرُ : وَيَأْبَى اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ . وَقَالَ
[ ص: 55 ] عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ : إِنَّمَا جَازَ هَذَا فِي " أَبَى " لِأَنَّهَا مَنْعٌ أَوِ امْتِنَاعٌ فَضَارَعَتِ النَّفْيَ . قَالَ
النَّحَّاسُ : فَهَذَا حَسَنٌ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
وَهَلْ لِي أُمٌّ غَيْرُهَا إِنْ تَرَكْتُهَا أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ أَكُونَ لَهَا ابْنَا