الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولا تحزن عليهم [ 127 ] .

                                                                                                                                                                                                                                        قيل : المعنى : لا تحزن على الكفار ، فإنما عليك أن تدعوهم إلى الإيمان . وقيل : المعنى : ولا تحزن على الشهداء ، فإن الله - جل وعز - قد أثابهم ، وفيهم حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - ، وفيه نزلت : ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) . ( ولا تك في ضيق مما يمكرون ) للكفار ، لم يقل غيره . وحكى أبو عبيد القاسم بن سلام أن نافعا قرأ : ( ولا تك في ضيق ) بكسر الضاد . قال أبو جعفر : وهذا لا يعرف عن نافع . وقال الكوفيون - الفراء وغيره - : " الضيق " بفتح الضاد في [ ص: 412 ] القلب والصدر ، و " الضيق " بكسر الضاد في الثوب والدار وما أشبهها مما يرى . قال الفراء : فإذا رأيت الضيق بفتح الضاد قد وقع في موضع الضيق فهو مخفف من ضيق أو جمع ضيقة ، ولا يعرف البصريون من هذا التفريق شيئا ، وقالوا : إذا أردت المصدر قلت : الضيق ، كما تقول : البيع ، وإن أردت الاسم قلت : الضيق ، كما تقول : العلم ، وأجازوا في ضيق التخفيف .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية