الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مطلب :

في كراهة قولهم : أبقاك الله .

( الثانية ) : قال الخلال في الآداب كراهية قوله في السلام أبقاك الله : أخبرنا عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قال : رأيت أبي إذا دعي له بالبقاء يكرهه ، ويقول هذا شيء قد فرغ منه .

وذكر شيخ الإسلام - قدس الله روحه - أنه يكره ذلك وأنه نص عليه أحمد وغيره من الأئمة .

واحتج له بحديث { أم حبيبة لما سألت ، أن يمنعها الله بزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبيها أبي سفيان وبأخيها معاوية ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك سألت الله لآجال مضروبة وآثار موطوءة وأرزاق مقسومة لا يعجل منها شيء قبل حله ولا يؤخر منها شيء بعد حله ، ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار وعذاب في القبر كان خيرا لك } رواه مسلم من حديث ابن مسعود .

وقوله : حله بفتح الحاء مهملة وكسرها أي وجوبه قال ابن قرقول في مطالع الأنوار : قبل حله أي يؤخره عن حله بفتح الحاء ضبطه أي وجوبه [ ص: 297 ] وكذلك بالمكان يحل حلولا وأحل إحلالا خرج عن الشهر الحرام ، ومن ميثاق عليه . انتهى .

وضبطه في الآداب الكبرى بالفتح والكسر والله أعلم وفي رواية { وأيام معدودة } وفي أخرى { وآثار مبلوغة } .

وأخرج الترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال : حسن غريب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر } قال في الآداب الكبرى : إسناد جيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية