الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الرفاء الشاعر ، السري بن أحمد بن السري ، أبو الحسن الكندي الرفاء الشاعر الموصلي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أرخ وفاته ابن الأثير في هذه السنة - أعني سنة ستين وثلاثمائة - وكانت وفاته ببغداد ، ذكر ابن الجوزي أنه توفي سنة ثنتين وستين وثلاثمائة كما سيأتي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم بن عمران بن يزيد ، أبو بكر البندار

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أصله أنباري ، سمع من أحمد بن الخليل البرجلاني ، ومحمد بن أبي العوام الرياحي ، وجعفر بن محمد الصائغ ، وأبي إسماعيل الترمذي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن الجوزي : وهو آخر من روى عنهم . قالوا : وكانت أصوله جيادا بخط أبيه ، وسماعه صحيحا ، وقد انتقى عليه عمر البصري . وكانت وفاته فجأة يوم عاشوراء وقد جاوز التسعين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 330 ] محمد بن الحسين بن عبد الله ، أبو بكر الآجري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سمع جعفرا الفريابي ، وأبا شعيب الحراني ، وأبا مسلم الكجي وخلقا ، وكان ثقة صدوقا دينا ، وله تصانيف كثيرة مفيدة ، منها " الأربعون الآجرية " ، وقد حدث ببغداد قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة ، ثم انتقل إلى مكة فأقام بها حتى مات بعد إقامته بها ثلاثين سنة ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن جعفر بن محمد بن مظفر ، أبو عمرو الزاهد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سمع الكثير ، ورحل إلى الآفاق المتنائية ، وسمع منه الحفاظ الكبار ، وكان فقيرا متقللا ، يضرب اللبن لقبور الفقراء ، ويتقوت برغيف بجزرة أو بصلة ، ويقوم الليل كله ، وكانت وفاته في جمادى الآخرة من هذه السنة عن خمس وتسعين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن داود ، أبو بكر الصوفي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ويعرف بالدقي ، أصله من الدينور وأقام ببغداد ، ثم انتقل إلى دمشق وقد قرأ على ابن مجاهد وسمع الحديث من محمد بن جعفر الخرائطي ، وصحب ابن الجلاء والدقاق ، وكانت وفاته في هذه السنة ، وقد جاوز المائة ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 331 ] محمد بن الفرخان بن روزبه ، أبو الطيب الدوري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      دخل بغداد وحدث بها عن أبيه بأحاديث منكرة ، وروى عن الجنيد وابن مسروق ، قال ابن الجوزي : وكان فيه ظرف ولباقة ، غير أنهم كانوا يتهمونه بوضع الحديث .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الطبراني ، سليمان بن أحمد بن أيوب ، أبو القاسم الطبراني اللخمي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الحافظ الكبير ، صاحب المعاجم الثلاثة ; " الكبير " و " الأوسط " ، و " الصغير " ، وكتاب " السنة " ، وكتاب " مسند الشاميين " ، وغير ذلك من المصنفات المفيدة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عمر مائة سنة ، وكانت وفاته في هذه السنة بأصبهان ، ودفن على بابها عند قبر حممة الدوسي الصحابي ، رضي الله عنه ، قاله أبو الفرج بن الجوزي في " المنتظم " .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن خلكان : وسمع من ألف شيخ . قال : وكانت وفاته في يوم السبت لليلتين بقيتا من ذي القعدة من هذه السنة ، وقيل : في شوال منها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن محمد بن الفتح - ويقال : ابن أبي الفتح - بن خاقان ، أبو العباس بن النجاد ، إمام جامع دمشق .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 332 ] قال ابن عساكر : كان عابدا صالحا . وذكر أن جماعة جاءوا لزيارته ، فسمعوه يتأوه من وجع كان به ، فأنكروا عليه ، فلما خرج إليهم قال لهم : إن آه اسم من أسماء الله يستروح إليه الأعلاء . قال : فزاد في أعينهم وعظموه . قلت : هذا الذي قاله لا يؤخذ عنه مسلما بلا دليل ، بل يحتاج إلى نقل صحيح عن المعصوم ، فإن أسماء الله تعالى توقيفية ، على الصحيح ، والله تعالى أعلم بالصواب .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية