الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
167 [ ص: 159 ] حديث ثالث عشر ليحيى بن سعيد

مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه في الصلاة .

التالي السابق


هكذا هذا الحديث مرسلا ، عند كل من رواه ، عن مالك ، وكذلك رواه شعبة ، عن يحيى بن سعيد ، وفي هذا الباب أحاديث مسندة كثيرة ، عند مالك ، وغيره نذكر منها في هذا الباب ما يشبهه ، ويليق به إن شاء الله .

أخبرنا سعيد بن نصر ، ويحيى بن عبد الرحمن قالا : حدثنا محمد بن أبي دليم قال : حدثنا ابن وضاح قال : حدثنا آدم بن أبي إياس قال : حدثنا شعبة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه إذا كبر في الصلاة .

حدثنا خلف بن القاسم قال : حدثنا أبو الميمون محمد بن عبد الله بن مطرف العسقلاني بعسقلان قال : حدثنا أبو معن ثابت بن نعيم قال : حدثنا آدم بن أبي إياس قال : حدثنا شعبة بن الحجاج ، عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه إذا كبر لافتتاح الصلاة ، وإذا رفع رأسه من الركوع .

[ ص: 160 ] قال أبو عمر : روى رفع اليدين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، عند افتتاح الصلاة ، وعند الركوع ، وعند رفع الرأس من الركوع جماعة من أصحابه - رضي الله عنهم - منهم عبد الله بن عمر ، ووائل بن حجر ، ومالك بن الحويرث ، وأبو هريرة ، وأنس ، وأبو حميد الساعدي في عشرة من الصحابة ، وروي من حديث البراء بن عازب ، وعبد الله بن مسعود أنه كان يرفع يديه في أول افتتاح الصلاة ، ثم لا يعود ، وهما حديثان معلولان ، وقد تقدم القول في رفع اليدين ، وما في ذلك اعتلال الآثار ، ومذاهب علماء الأمصار ممهدا مجودا مختصرا موعبا في باب ابن شهاب ، عن سالم من هذا الكتاب ، فلا معنى لإعادة ذلك هاهنا .

أخبرنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن يحيى بن أيوب ، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، عن ابن شهاب ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن أبي هريرة قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كبر للصلاة رفع يديه حذو منكبيه ، وإذا ركع ، فعل مثل ذلك ، وإذا رفع للسجود ، فعل مثل ذلك ، وإذا قام من الركعتين ، فعل مثل ذلك .

حدثنا خلف بن القاسم قراءة مني عليه أن أبا الميمون محمد بن عبد الله العسقلاني حدثهم بعسقلان قال : حدثنا أبو معن ثابت بن نعيم قال : حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الحكم قال رأيت [ ص: 161 ] طاوسا يرفع يديه ، عند التكبير ، وعند ركوعه ، وعند رفع رأسه من الركوع حذو منكبيه ، فسألت رجلا من أصحابه ، فقال : إنه يحدث به ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وحدثنا خلف قال : حدثنا محمد قال : حدثنا ثابت قال : حدثنا آدم حدثنا شعبة قال : سمعت عاصم بن كليب قال : سمعت أبي يحدث عن ، وائل الحضرمي قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبر للصلاة ، فرفع يديه حذو منكبيه ، ثم كبر ، ورفع يديه ، ثم كبر ، وسجد ، ورفع يديه .

وحدثنا خلف بن القاسم قال : حدثنا محمد بن عبد الله قال : حدثنا ثابت قال : حدثنا آدم قال : حدثنا شعبة قال : حدثنا قتادة ، عن نصر بن عاصم ، عن مالك بن الحويرث قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه إذا كبر ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع حذو اليسرى .

قال أبو عمر : في حديث ، وائل بن حجر أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه ، عند السجود ، وهذا معناه عندنا إذا انحط إلى السجود من الركوع ; لأن ابن شهاب روى ، عن سالم ، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يرفع بين السجدتين .

وقال ابن عمر كان يرفع يديه حذو منكبيه ، وهو أثبت ممن روى حذو اليسرى .

وقد ذكرنا هذه المعاني كلها ، وما روي فيها من الآثار ، وذكرنا الاختلاف ، عن مالك في هذه المسألة ، وما للفقهاء فيها من التنازع في باب ابن شهاب من كتابنا هذا ، والحمد لله .




الخدمات العلمية