[ ص: 87 ] قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49ومنهم من يقول ائذن لي من أذن يأذن . وإذا أمرت زدت همزة مكسورة وبعدها همزة هي فاء الفعل ، ولا يجتمع همزتان ، فأبدلت من الثانية ياء لكسرة ما قبلها فقلت إيذن . فإذا وصلت زالت العلة في الجمع بين همزتين ، ثم همزت فقلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49ومنهم من يقول ائذن لي وروى
ورش عن
نافع " ومنهم من يقول اوذن لي " خفف الهمزة . قال
النحاس : يقال إيذن لفلان ثم إيذن له هجاء الأولى والثانية واحد بألف وياء قبل الذال في الخط . فإن قلت : إيذن لفلان وأذن لغيره كان الثاني بغير ياء ؛ وكذا الفاء . والفرق بين ثم والواو أن ثم يوقف عليها وتنفصل ، والواو والفاء لا يوقف عليهما ولا ينفصلان . قال
محمد بن إسحاق :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجد بن قيس أخي بني سلمة لما أراد الخروج إلى تبوك : يا جد ، هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفاء ؟ فقال الجد : قد عرف قومي أني مغرم بالنساء ، وإني أخشى إن رأيت بني الأصفر ألا أصبر عنهن فلا تفتني وأذن لي في القعود وأعينك بمالي فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : قد أذنت لك فنزلت هذه الآية . أي لا تفتني بصباحة وجوههم ، ولم يكن به علة إلا النفاق . قال
المهدوي : والأصفر رجل من
الحبشة كانت له بنات لم يكن في وقتهن أجمل منهن وكان ببلاد
الروم . وقيل : سموا بذلك لأن
الحبشة غلبت على
الروم ، وولدت لهم بنات فأخذن من بياض
الروم وسواد
الحبشة ، فكن صفرا لعسا . قال
ابن عطية : في قول
ابن أبي إسحاق فتور . وأسند
الطبري nindex.php?page=hadith&LINKID=836382أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اغزوا تغنموا بنات الأصفر . فقال له الجد : إيذن لنا ولا تفتنا بالنساء وهذا منزع غير الأول ، وهو أشبه بالنفاق والمحادة .
nindex.php?page=hadith&LINKID=836383ولما نزلت قال النبي صلى الله عليه وسلم لبني سلمة - وكان الجد بن قيس منهم : [ ص: 88 ] من سيدكم يا بني سلمة ؟ قالوا : جد بن قيس ، غير أنه بخيل جبان . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وأي داء أدوى من البخل بل سيدكم الفتى الأبيض nindex.php?page=showalam&ids=1054بشر بن البراء بن معرور . فقال nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت الأنصاري فيه :
وسود nindex.php?page=showalam&ids=1054بشر بن البراء لجوده وحق nindex.php?page=showalam&ids=1054لبشر بن البرا أن يسودا إذا ما أتاه الوفد أذهب ماله
وقال خذوه إنني عائد غدا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49ألا في الفتنة سقطوا أي في الإثم والمعصية وقعوا . وهي النفاق والتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49وإن جهنم لمحيطة بالكافرين أي مسيرهم إلى النار ، فهي تحدق بهم .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=50إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة شرط ومجازاة ، وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=50وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل عطف عليه . والحسنة : الغنيمة والظفر . والمصيبة الانهزام .
ومعنى قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=50أخذنا أمرنا من قبل أي احتطنا لأنفسنا ، وأخذنا بالحزم فلم نخرج إلى القتال .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=50ويتولوا أي عن الإيمان .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=50وهم فرحون أي معجبون بذلك .
[ ص: 87 ] قَوْلُهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي مِنْ أَذِنَ يَأْذَنُ . وَإِذَا أَمَرْتَ زِدْتَ هَمْزَةً مَكْسُورَةً وَبَعْدَهَا هَمْزَةٌ هِيَ فَاءُ الْفِعْلِ ، وَلَا يَجْتَمِعُ هَمْزَتَانِ ، فَأُبْدِلَتْ مِنَ الثَّانِيَةِ يَاءً لِكِسْرَةِ مَا قَبْلَهَا فَقُلْتَ إِيذَنْ . فَإِذَا وَصَلْتَ زَالَتِ الْعِلَّةُ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ هَمْزَتَيْنِ ، ثُمَّ هَمَزْتَ فَقُلْتَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَرَوَى
وَرْشٌ عَنْ
نَافِعٍ " وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ اوْذَنْ لِي " خَفَّفَ الْهَمْزَةَ . قَالَ
النَّحَّاسُ : يُقَالُ إِيذَنْ لِفُلَانٍ ثُمَّ إِيذَنْ لَهُ هِجَاءُ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ وَاحِدٌ بِأَلِفٍ وَيَاءٍ قَبْلَ الذَّالِ فِي الْخَطِّ . فَإِنْ قُلْتَ : إِيذَنْ لِفُلَانٍ وَأْذَنْ لِغَيْرِهِ كَانَ الثَّانِي بِغَيْرِ يَاءٍ ؛ وَكَذَا الْفَاءُ . وَالْفَرْقُ بَيْنَ ثُمَّ وَالْوَاوُ أَنَّ ثُمَّ يُوقَفُ عَلَيْهَا وَتَنْفَصِلُ ، وَالْوَاوُ وَالْفَاءُ لَا يُوقَفُ عَلَيْهِمَا وَلَا يَنْفَصِلَانِ . قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْجَدِّ بْنِ قَيْسٍ أَخِي بَنِي سَلِمَةَ لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ : يَا جَدُّ ، هَلْ لَكَ فِي جِلَادِ بَنِي الْأَصْفَرِ تَتَّخِذُ مِنْهُمْ سَرَارِيَّ وَوُصَفَاءَ ؟ فَقَالَ الْجَدُّ : قَدْ عَرَفَ قَوْمِي أَنِّي مُغَرَمٌ بِالنِّسَاءِ ، وَإِنِّي أَخْشَى إِنْ رَأَيْتُ بَنِي الْأَصْفَرِ أَلَّا أَصْبِرَ عَنْهُنَّ فَلَا تَفْتِنِّي وَأْذَنْ لِي فِي الْقُعُودِ وَأُعِينُكَ بِمَالِيَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : قَدْ أَذِنْتُ لَكَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ . أَيْ لَا تَفْتِنِّي بِصَبَاحَةِ وُجُوهِهِمْ ، وَلَمْ يَكُنْ بِهِ عِلَّةٌ إِلَّا النِّفَاقَ . قَالَ
الْمَهْدَوِيُّ : وَالْأَصْفَرُ رَجُلٌ مِنَ
الْحَبَشَةِ كَانَتْ لَهُ بَنَاتٌ لَمْ يَكُنْ فِي وَقْتِهِنَّ أَجْمَلُ مِنْهُنَّ وَكَانَ بِبِلَادِ
الرُّومِ . وَقِيلَ : سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّ
الْحَبَشَةَ غَلَبَتْ عَلَى
الرُّومِ ، وَوَلَدَتْ لَهُمْ بَنَاتٍ فَأَخَذْنَ مِنْ بَيَاضِ
الرُّومِ وَسَوَادِ
الْحَبَشَةِ ، فَكُنَّ صُفْرًا لُعْسًا . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : فِي قَوْلِ
ابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ فُتُورٌ . وَأَسْنَدَ
الطَّبَرِيُّ nindex.php?page=hadith&LINKID=836382أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اغْزُوا تَغْنَمُوا بَنَاتِ الْأَصْفَرِ . فَقَالَ لَهُ الْجَدُّ : إِيذَنْ لَنَا وَلَا تَفْتِنَّا بِالنِّسَاءِ وَهَذَا مَنْزَعٌ غَيْرُ الْأَوَّلِ ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِالنِّفَاقِ وَالْمُحَادَّةِ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=836383وَلَمَّا نَزَلَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي سَلِمَةَ - وَكَانَ الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ مِنْهُمْ : [ ص: 88 ] مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ ؟ قَالُوا : جَدُّ بْنُ قَيْسٍ ، غَيْرَ أَنَّهُ بَخِيلٌ جَبَانٌ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ بَلْ سَيِّدُكُمُ الْفَتَى الْأَبْيَضُ nindex.php?page=showalam&ids=1054بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ . فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=144حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ فِيهِ :
وَسُوِّدَ nindex.php?page=showalam&ids=1054بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ لِجُودِهِ وَحُقَّ nindex.php?page=showalam&ids=1054لِبِشْرِ بْنِ الْبَرَا أَنْ يُسَوَّدَا إِذَا مَا أَتَاهُ الْوَفْدُ أَذْهَبَ مَالَهُ
وَقَالَ خُذُوهُ إِنَّنِي عَائِدٌ غَدَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا أَيْ فِي الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَقَعُوا . وَهِيَ النِّفَاقُ وَالتَّخَلُّفُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ أَيْ مَسِيرُهُمْ إِلَى النَّارِ ، فَهِيَ تُحْدِقُ بِهِمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=50إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ شَرْطٌ وَمُجَازَاةٌ ، وَكَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=50وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ عَطْفٌ عَلَيْهِ . وَالْحَسَنَةُ : الْغَنِيمَةُ وَالظَّفَرُ . وَالْمُصِيبَةُ الِانْهِزَامُ .
وَمَعْنَى قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=50أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ أَيِ احْتَطْنَا لِأَنْفُسِنَا ، وَأَخَذْنَا بِالْحَزْمِ فَلَمْ نَخْرُجْ إِلَى الْقِتَالِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=50وَيَتَوَلَّوْا أَيْ عَنِ الْإِيمَانِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=50وَهُمْ فَرِحُونَ أَيْ مُعْجَبُونَ بِذَلِكَ .