الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون

                                                                                                                                                                                                                                        أي: يا من من الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه.

                                                                                                                                                                                                                                        فـ قوا أنفسكم وأهليكم نارا موصوفة بهذه الأوصاف الفظيعة، ووقاية الأنفس بإلزامها [ ص: 1853 ] أمر الله، والقيام بأمره امتثالا ونهيه اجتنابا، والتوبة عما يسخط الله ويوجب العذاب، ووقاية الأهل والأولاد ، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه، وفيمن تحت ولايته من الزوجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه.

                                                                                                                                                                                                                                        ووصف الله النار بهذه الأوصاف، ليزجر عباده عن التهاون بأمره فقال: وقودها الناس والحجارة كما قال تعالى: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون .

                                                                                                                                                                                                                                        عليها ملائكة غلاظ شداد أي: غليظة أخلاقهم، شديد انتهارهم، يفزعون بأصواتهم ويزعجون بمرآهم، ويهينون أصحاب النار بقوتهم، وينفذون فيهم أمر الله، الذي حتم عليهم بالعذاب وأوجب عليهم شدة العقاب، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وهذا فيه أيضا مدح للملائكة الكرام، وانقيادهم لأمر الله، وطاعتهم له في كل ما أمرهم به.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية