الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا

                                                                                                                                                                                                                                        ( كلا ) ردع وتنبيه على أنه مخطئ فيما تصوره لنفسه . ( سنكتب ما يقول ) سنظهر له أنا كتبنا قوله على طريقة قوله :

                                                                                                                                                                                                                                        إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة

                                                                                                                                                                                                                                        أي تبين أني لم تلدني لئيمة ، أو سننتقم منه انتقام من كتب جريمة العدو وحفظها عليه فإن نفس الكتابة لا تتأخر عن القول لقوله تعالى : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) . ( ونمد له من العذاب مدا ) ونطول له من العذاب ما يستأهله ، أو نزيد عذابه ونضاعفه له لكفره وافترائه واستهزائه على الله جلت عظمته ، ولذلك أكده بالمصدر دلالة على فرط غضبه عليه . ( ونرثه ) بموته . ( ما يقول ) يعني المال والولد . ( ويأتينا ) يوم القيامة . ( فردا ) لا يصحبه مال ولا ولد كان له في الدنيا فضلا أن يؤتى ثم زائدا وقيل ( فردا ) رافضا لهذا القول منفردا عنه .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية