الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 161 ] المسألة الثالثة :

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } : هذه مسألة بكر . قال علماؤنا رحمة الله عليهم : إنما سمي الفعل الثاني اعتداء ، وهو مفعول بحق ، حملا للثاني على الأول على عادة العرب .

                                                                                                                                                                                                              قالوا : وعلى هذا جاء قوله تعالى : { وجزاء سيئة سيئة مثلها } . والذي أقول فيه : إن الثاني كالأول في المعنى واللفظ ; لأن معنى الاعتداء في اللغة مجاوزة الحد ، وكلا المعنيين موجود في الأول والثاني ; وإنما اختلف المتعلق من الأمر والنهي ; فالأول منهي عنه ، والثاني مأمور به ، وتعلق الأمر والنهي لا يغير الحقائق ولا يقلب المعاني ; بل إنه يكسب ما تعلق به الأمر وصف الطاعة والحسن ، ويكسب ما تعلق به النهي وصف المعصية والقبح ; وكلا الفعلين مجاوزة الحد ، وكلا الفعلين يسوء الواقع به : وأحدهما حق والآخر باطل .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية