الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة عشرة من الآية السادسة عشرة : قوله تعالى : { فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها } . وصلا إلى القرية محتاجين إلى الطعام ، فعرضوا أنفسهم عليهم ، وكانوا ثلاثة ، فأبوا عن قبول ذلك منهم ، وهذا سؤال ، وهو على مراتب في الشرع ، ومنازل بيناها في كتاب شرح الصحيحين . وهذا السؤال من تلك الأقسام هو سؤال الضيافة ، وهي فرض أو سنة كما بيناه [ ص: 242 ] هنالك ، وسؤالها جائز ، فقد تقدم في حديث أبي سعيد الخدري أنهم نزلوا بقوم فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيدهم ، فسألوهم : هل من راق ، فجعلوهم على قطيع من الغنم . . الحديث إلى آخره .

                                                                                                                                                                                                              وذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجوز الكل ، وقد كان موسى حين سقى لبنتي شعيب أجوع منه حين أتى القرية مع الخضر ، ولم يسأل قوتا ; بل سقى ابتداء ، وفي القرية سألا القوت ، وفي ذلك للعلماء انفصالات كثيرة ، منها أن موسى كان في حديث مدين منفردا ، وفي قصة القرية تبعا لغيره . وقيل : كان هذا سفر تأديب فوكل إلى تكليف المشقة ، وكان ذلك سفر هجرة فوكل إلى العون والقوة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية