الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      إسحاق بن الفرات ( س )

                                                                                      الإمام الكبير ، فقيه الديار المصرية ، وقاضيها ، أبو نعيم التجيبي ، مولاهم المصري ، تلميذ مالك الإمام ، ليس هو بدون ابن القاسم .

                                                                                      حدث عن حميد بن هانئ ، وهو أقدم شيخ له ، ويحيى بن أيوب ، والليث ، ومالك وطائفة .

                                                                                      حدث عنه أبو الطاهر بن السرح ، وأحمد بن عبد الرحمن ، بحشل ، وبحر بن نصر الخولاني ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وجماعة .

                                                                                      روي عن الشافعي أنه قال : ما رأيت أحدا أعلم باختلاف العلماء من إسحاق بن الفرات . [ ص: 504 ]

                                                                                      وقال بحر بن نصر الخولاني : سمعت ابن علية يقول : ما رأيت ببلدكم أحدا يحسن العلم إلا إسحاق بن الفرات .

                                                                                      وقال ابن عبد الحكم : ما رأيت فقيها أفضل منه .

                                                                                      وقال أحمد بن سعيد الهمداني : قرأ علينا إسحاق بن الفرات " موطأ " مالك من حفظه فما أسقط منه حرفا فيما أعلم .

                                                                                      وعن إسحاق قال : مولدي سنة خمس وثلاثين ومائة .

                                                                                      قلت : هو إسحاق بن الفرات بن الجعد بن سليم ، مولى الأمير معاوية بن حديج ولي قضاء مصر نيابة عن القاضي محمد بن مسروق .

                                                                                      سئل أبو حاتم الرازي عنه ، فقال : شيخ ليس بالمشهور . قال ابن الذهبي : ما هو بمشهور بالحديث ، بلى هو مشهور ، بالإمامة في الفقه ، عاش سبعين سنة .

                                                                                      قال أبو سعيد بن يونس : مات في ثاني شهر ذي الحجة ، سنة أربع ومائتين .

                                                                                      قلت : وفيها مات قبله الشافعي وأشهب بمصر ، فمثل هؤلاء الثلاثة إذا خلت منهم مدينة في عام واحد ، فقد بان عليها النقص ، ومات حافظ البصرة أبو داود الطيالسي ، وعالم مرو النضر بن شميل وشيخ النسب هشام [ ص: 505 ] بن الكلبي ، ومسند الوقت أبو بدر شجاع بن الوليد ، وعبد الوهاب بن عطاء ، وعدة من العلماء .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية