الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
مجاهد بن جبر

نسبه وحياته : هو مجاهد بن جبر المكي أبو الحجاج المخزومي المقرئ ، مولى السائب بن أبي السائب ، روى عن علي ، وسعد بن أبي وقاص ، والعبادلة الأربعة ، ورافع بن خديج ، وعائشة ، وأم سلمة ، وأبي هريرة ، وسراقة بن مالك ، وعبد الله بن السائب المخزومي ، وخلق كثير . وروى عنه عطاء ، وعكرمة ، وعمرو بن دينار ، وقتادة ، وسليمان الأحول ، وسليمان الأعمش ، وعبد الله بن كثير القارئ ، وآخرون . وكان مولده سنة 21هـ " إحدى وعشرين " في خلافة عمر ، ومات سنة اثنتين أو ثلاث ومائة ، وقال يحيى القطان : مات سنة 104هـ " أربع ومائة " .

منزلته : ومجاهد رأس المفسرين من طبقة التابعين حتى قيل إنه كان أعلمهم بالتفسير ، وقد أخذ تفسيره عن ابن عباس ثلاثين مرة ، وعنه أيضا قال : عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات ، أقف عند كل آية وأسأله عنها ، فيم نزلت ، وكيف كانت ؟ وقال الثوري ، إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به ، قال ابن تيمية : ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري وغيرهما من أهل العلم .

وقال أبو حاتم : مجاهد لم يسمع عن عائشة ، حديثه عنها مرسل ، وقال : مجاهد عن سعد ومعاوية وكعب بن عجرة مرسل ، وقال أبو نعيم ، قال يحيى القطان : مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء ، وقال قتادة : أعلم من بقي بالتفسير مجاهد ، وقال ابن سعد : كان ثقة فقيها عالما كثير الحديث ، وقال ابن حبان : كان فقيها ورعا عابدا متقنا ، وقال الذهبي في آخر ترجمته : أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به ، وقال : قرأ عليه عبد الله بن كثير .

[ ص: 373 ] وإذا كان الثوري يقول : إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به ، فليس معنى هذا أن نأخذ كل ما نسب إلى مجاهد ، فإن مجاهدا كغيره من الرواة الذين نقل عنهم ، وقد يكون من النقلة عنه الضعيف الذي لا يوثق به ، فلا بد من التحري وثبوت سلامة السند ، شأنه في ذلك شأن ابن عباس فيما روي عنه .

"

التالي السابق


الخدمات العلمية