[ قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات هذا أيضا من صفات المنافقين . قال
قتادة : يلمزون يعيبون . قال : وذلك أن
عبد الرحمن بن عوف تصدق بنصف ماله ، وكان ماله ثمانية آلاف فتصدق منها بأربعة آلاف . فقال قوم : ما أعظم رياءه ; فأنزل الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات . وجاء رجل من
الأنصار بنصف صبرة من تمره فقالوا : ما أغنى الله عن هذا ; فأنزل الله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79والذين لا يجدون إلا جهدهم الآية . وخرج
مسلم عن
أبي مسعود قال : أمرنا بالصدقة - قال : كنا
[ ص: 139 ] نحامل ، في رواية : على ظهورنا - قال : فتصدق
أبو عقيل بنصف صاع . قال : وجاء إنسان بشيء أكثر منه فقال المنافقون : إن الله لغني عن صدقة هذا ، وما فعل هذا الآخر إلا رياء : فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم . يعني
أبا عقيل ، واسمه الحبحاب . والجهد : شيء قليل يعيش به المقل . والجهد والجهد بمعنى واحد . وقد تقدم . و ( يلمزون ) يعيبون . وقد تقدم . و ( المطوعين ) أصله المتطوعين أدغمت التاء في الطاء ; وهم الذين يفعلون الشيء تبرعا من غير أن يجب عليهم . ( والذين ) في موضع خفض عطف على ( المؤمنين ) . ولا يجوز أن يكون عطفا على الاسم قبل تمامه . و ( فيسخرون ) عطف على ( يلمزون ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79سخر الله منهم خبر الابتداء ، وهو دعاء عليهم . وقال
ابن عباس : هو خبر ; أي سخر منهم حيث صاروا إلى النار . ومعنى سخر الله : مجازاتهم على سخريتهم . وقد تقدم في " البقرة " .
[ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَوْلُهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ هَذَا أَيْضًا مِنْ صِفَاتِ الْمُنَافِقِينَ . قَالَ
قَتَادَةُ : يَلْمِزُونَ يَعِيبُونَ . قَالَ : وَذَلِكَ أَنَّ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تَصَدَّقَ بِنِصْفِ مَالِهِ ، وَكَانَ مَالُهُ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ فَتَصَدَّقَ مِنْهَا بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ . فَقَالَ قَوْمٌ : مَا أَعْظَمَ رِيَاءَهُ ; فَأَنْزَلَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ . وَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ
الْأَنْصَارِ بِنِصْفِ صُبْرَةٍ مِنْ تَمْرِهِ فَقَالُوا : مَا أَغْنَى اللَّهُ عَنْ هَذَا ; فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ الْآيَةَ . وَخَرَّجَ
مُسْلِمٌ عَنْ
أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ : أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ - قَالَ : كُنَّا
[ ص: 139 ] نُحَامِلُ ، فِي رِوَايَةٍ : عَلَى ظُهُورِنَا - قَالَ : فَتَصَدَّقَ
أَبُو عَقِيلٍ بِنِصْفِ صَاعٍ . قَالَ : وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِشَيْءٍ أَكْثَرَ مِنْهُ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ : إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا ، وَمَا فَعَلَ هَذَا الْآخَرُ إِلَّا رِيَاءً : فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ . يَعْنِي
أَبَا عَقِيلٍ ، وَاسْمُهُ الْحَبْحَابُ . وَالْجُهْدُ : شَيْءٌ قَلِيلٌ يَعِيشُ بِهِ الْمُقِلُّ . وَالْجُهْدُ وَالْجَهْدُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ . وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَ ( يَلْمِزُونَ ) يَعِيبُونَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَ ( الْمُطَّوِّعِينَ ) أَصْلُهُ الْمُتَطَوِّعِينَ أُدْغِمَتِ التَّاءُ فِي الطَّاءِ ; وَهُمُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ الشَّيْءَ تَبَرُّعًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجِبَ عَلَيْهِمْ . ( وَالَّذِينَ ) فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ عَطْفٌ عَلَى ( الْمُؤْمِنِينَ ) . وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلَى الِاسْمِ قَبْلَ تَمَامِهِ . وَ ( فَيَسْخَرُونَ ) عَطْفٌ عَلَى ( يَلْمِزُونَ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=79سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ خَبَرُ الِابْتِدَاءِ ، وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِمْ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ خَبَرٌ ; أَيْ سَخِرَ مِنْهُمْ حَيْثُ صَارُوا إِلَى النَّارِ . وَمَعْنَى سَخْرِ اللَّهِ : مُجَازَاتُهُمْ عَلَى سُخْرِيَتِهِمْ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " الْبَقَرَةِ " .