الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                [ ص: 125 ] فصل والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل عيب وسوء وإثبات صفات الكمال له . فإن [ التسبيح ] يقتضي التنزيه والتعظيم والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها . فيقتضي ذلك تنزيهه وتحميده وتكبيره وتوحيده .

                قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ثنا ابن نفيل الحراني ثنا النضر ابن عربي قال : سأل رجل ميمون بن مهران عن " سبحان الله " . فقال : " اسم يعظم الله به ويحاشى به من السوء " .

                وقال : حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا حفص بن غياث عن حجاج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال " سبحان " قال : تنزيه الله نفسه من السوء . وعن الضحاك عن ابن عباس في قوله : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا } قال عجب . وعن أبي الأشهب عن الحسن قال : " سبحان " اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه .

                وقد جاء عن غير واحد من السلف مثل قول ابن عباس : إنه [ ص: 126 ] تنزيه نفسه من السوء " وروي في ذلك حديث مرسل وهو يقتضي تنزيه نفسه من فعل السيئات كما يقتضي تنزيهه عن الصفات المذمومة .

                ونفي النقائص يقتضي ثبوت صفات الكمال وفيها التعظيم كما قال ميمون بن مهران " اسم يعظم الله به ويحاشى به من السوء " . وروى عبد بن حميد : حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة قال : { سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن التسبيح فقال : إنزاهه عن السوء } . وقال حدثنا الضحاك بن مخلد عن شبيب عن عكرمة عن ابن عباس : " سبحان الله " قال : تنزيهه .

                حدثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا يزيد بن الأصم قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : " لا إله إلا الله " نعرفها أنه لا إله غيره و " الحمد لله " نعرفها أن النعم كلها منه وهو المحمود عليها و " الله أكبر " نعرفها أنه لا شيء أكبر منه فما " سبحان الله " ؟ فقال ابن عباس : وما ينكر منها ؟ هي كلمة رضيها الله لنفسه وأمر بها ملائكته وفزع إليها الأخيار من خلقه .

                التالي السابق


                الخدمات العلمية