الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في كراهية الحلق للنساء

                                                                                                          914 حدثنا محمد بن موسى الحرشي البصري حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا همام عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود عن همام عن خلاس نحوه ولم يذكر فيه عن علي قال أبو عيسى حديث علي فيه اضطراب وروي هذا الحديث عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون على المرأة حلقا ويرون أن عليها التقصير

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن خلاس ) بكسر الخاء المعجمة وتخفيف اللام ( ابن عمرو ) الهجري البصري ، ثقة ( نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تحلق المرأة رأسها ) أي في التحلل أو مطلقا وفيه دليل على أنه لا يجوز الحلق للنساء في التحلل ، بل المشروع لهن التقصير .

                                                                                                          قوله : ( حديث علي فيه اضطراب ) فإنه رواه همام عن قتادة عن خلاس بن عمرو مرة مسندا بذكر علي ومرة مرسلا من غير ذكر علي ، ورواه حماد بن سلمة عن قتادة عن عائشة . وقال عبد الحق في أحكامه : هذا حديث يرويه همام عن يحيى عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي ، وخالفه هشام الدستوائي وحماد بن سلمة فروياه عن قتادة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا ، انتهى .

                                                                                                          وفي الباب عن ابن عباس مرفوعا : ليس على النساء الحلق إنما على النساء التقصير . أخرجه أبو داود والدارقطني والطبراني ، وقد قوى إسناده البخاري في التاريخ وأبو حاتم في العلل وحسنه الحافظ وأعله ابن القطان ورد عليه ابن الموفق فأصاب كذا في النيل . وفي الباب أيضا عن عائشة من وجه آخر أخرجه البزار وهو ضعيف ، وعن عثمان -رضي الله عنه- أخرجه البزار وهو أيضا ضعيف .

                                                                                                          قوله : ( والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون على المرأة حلقا ويرون أن عليها التقصير ) وحكى الحافظ في الفتح الإجماع على ذلك .

                                                                                                          [ ص: 567 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية