الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16489 ( أخبرنا ) علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا إسماعيل بن إسحاق ، ثنا علي بن المديني ، ثنا هشام بن يوسف ، ثنا القاسم ابن أخي خلاد ، عن خلاد بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن المسيب : أنه سمع ابن عباس يقول : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس يوم الجمعة أتاه رجل من بني ليث بن بكر بن عبد مناة فتخطى الناس حتى اقترب إليه ، فقال : يا رسول الله ، أقم علي الحد . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اجلس " . فانتهره فجلس ، ثم قام الثانية ، فقال مثل ذلك فقال : " اجلس " . ثم قام الثالثة فقال مثل ذلك فقال : " ما حدك ؟ " . قال : أتيت امرأة حراما . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجال من أصحابه : فيهم علي بن أبي طالب ، وعباس ، وزيد بن حارثة ، وعثمان بن عفان - رضي الله عنهم - : " انطلقوا به فاجلدوه مائة جلدة " . ولم يكن الليثي تزوج فقيل : يا رسول الله ، ألا تجلد التي خبث بها ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ائتوني به مجلودا " . فلما أتي به قال له : " من صاحبتك " . قال : فلانة لامرأة من بني [ ص: 229 ] بكر فدعاها فسألها عن ذلك فقالت : كذب والله ، ما أعرفه ، وإني مما قال لبريئة ، الله على ما أقول من الشاهدين . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من شهودك أنك خبثت بها ؛ فإنها تنكر فإن كان لك شهداء جلدتها ، وإلا جلدتك حد الفرية " . فقال : يا رسول الله ، والله ما لي شهداء ؛ فأمر به فجلد حد الفرية ثمانين .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية