الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      مسألة [ ما يطلق عليه المباح ] يطلق المباح على ثلاثة أمور . الأول : وهو المراد هنا ما صرح فيه الشرع بالتسوية بين الفعل والترك ، ومنه قوله للمسافر : إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر . الثاني : ما سكت عنه الشرع ، فيقال استمر على ما كان ، ويوصف بالإباحة على أحد الأقوال الثلاث ، وهو ما جاز فعله ، استوى طرفاه أو لا . وقد يطلق المباح على المطلوب ، ومنه قولنا : الحلق في الحج استباحة محظور على أحد القولين ، فالمراد بالإباحة فيه أنه ليس بشرط في التحليل ، وليس المراد أنه غير مندوب إليه . وقد يجري في كلام الفقهاء : جاز له أو للولي أن يفعل كذا ويريدون [ ص: 367 ] به الوجوب ، وذلك ظاهر فيما إذا كان الفعل دائرا بين الحرمة والوجوب فيستفيد بقولهم : يجوز نفي الحرمة فيبقى الوجوب ، ولهذا لا يحسن قولهم فيمن علم دخول رمضان بالحساب : إنه يجوز له الصوم ; لأن مثل هذا الفعل لا يتنفل به ، وكذا لا يحسن قولهم في الصبي : لا يصح إسلامه ; لأنه لو صح وجب .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية