[ ص: 324 ] وقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_31979_33226nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ؛ معناه: "ألجأها"؛ وهو من "جئت"؛ و"أجاءني غيري"؛ وفي معناه "أشاءني غيري"؛ وفي أمثال العرب: "شر أجاءك إلى مخة عرقوب"؛ وبعضهم يقول: "أشاءك"؛ قال
زهير :
وجار سار معتمدا إليكم أجاءته المخافة والرجاء
واختلف في حمل
عيسى - عليه السلام -؛ فقيل: إنها حملت به وولدته في وقتها؛ وقيل: إنه ولد في ثمانية أشهر؛ وتلك آية له؛ لأنه لا يعرف أنه يعيش مولود ولد لثمانية أشهر غيره؛ وقوله - عز وجل -:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23فأجاءها المخاض ؛ يدل على مكث الحمل؛ والله أعلم.
وقوله - جل وعز -:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23قالت يا ليتني مت قبل هذا ؛ معناه: إني لو خيرت قبل هذه الحال بين الموت؛ أو الدفع إلى هذه الحال لاخترت الموت؛ وقد علمت - رضوان الله عليها - أنها لم يكن ينفعها أن تتمنى الموت قبل تلك الحال.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23وكنت نسيا منسيا ؛ ويقرأ: "نسيا"؛ بفتح النون؛ وقيل: معنى "نسيا": حيضة ملقاة؛ وقيل: "نسيا"؛ بالكسر؛ في معنى: منسية لا أعرف؛ و"النسي"؛ في كلام العرب: الشيء المطروح؛ لا يؤبه له؛ قال
الشنفرى :
[ ص: 325 ] كأن لها في الأرض نسيا تقصه على أمها وإن تحدثك تبلت
[ ص: 324 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_31979_33226nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ؛ مَعْنَاهُ: "أَلْجَأَهَا"؛ وَهُوَ مِنْ "جِئْتُ"؛ وَ"أَجَاءَنِي غَيْرِي"؛ وَفِي مَعْنَاهُ "أَشَاءَنِي غَيْرِي"؛ وَفِي أَمْثَالِ الْعَرَبِ: "شَرٌّ أَجَاءَكَ إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ"؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: "أَشَاءَكَ"؛ قَالَ
زُهَيْرٌ :
وَجَارٍ سَارَ مُعْتَمِدًا إِلَيْكُمْ أَجَاءَتْهُ الْمَخَافَةُ وَالرَّجَاءُ
وَاخْتُلِفَ فِي حَمْلِ
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ -؛ فَقِيلَ: إِنَّهَا حَمَلَتْ بِهِ وَوَلَدَتْهُ فِي وَقْتِهَا؛ وَقِيلَ: إِنَّهُ وُلِدَ فِي ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ؛ وَتِلْكَ آيَةٌ لَهُ؛ لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ أَنَّهُ يَعِيشُ مَوْلُودٌ وُلِدَ لِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ غَيْرُهُ؛ وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ ؛ يَدُلُّ عَلَى مُكْثِ الْحَمْلِ؛ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَوْلُهُ - جَلَّ وَعَزَّ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ؛ مَعْنَاهُ: إِنِّي لَوْ خُيِّرْتُ قَبْلَ هَذِهِ الْحَالِ بَيْنَ الْمَوْتِ؛ أَوِ الدَّفْعِ إِلَى هَذِهِ الْحَالِ لَاخْتَرْتُ الْمَوْتَ؛ وَقَدْ عَلِمَتْ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا - أَنَّهَا لَمْ يَكُنْ يَنْفَعُهَا أَنْ تَتَمَنَّى الْمَوْتَ قَبْلَ تِلْكَ الْحَالِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ؛ وَيُقْرَأُ: "نَسْيًا"؛ بِفَتْحِ النُّونِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَى "نَسْيًا": حَيْضَةً مُلْقَاةً؛ وَقِيلَ: "نِسْيًا"؛ بِالْكَسْرِ؛ فِي مَعْنَى: مَنْسِيَّةً لَا أُعْرَفُ؛ وَ"اَلنِّسْيُ"؛ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: اَلشَّيْءُ الْمَطْرُوحُ؛ لَا يُؤْبَهُ لَهُ؛ قَالَ
الشَّنْفَرَى :
[ ص: 325 ] كَأَنَّ لَهَا فِي الْأَرْضِ نِسْيًا تَقُصُّهُ عَلَى أُمِّهَا وَإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلَتِ