الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ذلك عيسى ابن مريم الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : ذلك عيسى ابن مريم قول الحق قال : الله الحق عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : الذي فيه يمترون قال : اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نفر، أخرج من كل قوم عالمهم فامتروا في عيسى حين رفع , فقال أحدهم : هو الله هبط إلى الأرض ، فأحيا من أحيا ، وأمات من أمات , ثم صعد إلى السماء ، وهم اليعقوبية " , فقالت الثلاثة : " كذبت , ثم قال اثنان منهم للثالث : قل , فقال : هو ابن الله , وهم النسطورية " , فقال اثنان : " كذبت , ثم قال : أحد الاثنين للآخر : قل فيه ، قال : هو ثالث ثلاثة، الله إله , وعيسى إله , وأمه إله ، وهم الإسرائيلية ، وهم ملوك النصارى " فقال الرابع : " كذبت هو عبد الله ورسوله ، وروحه ، وكلمته , وهم المسلمون " , فكان لكل رجل منهم أتباع على ما قال , فاقتتلوا ، فظهر على المسلمين , فذلك قول الله : ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس [ آل عمران : 21 ] , قال قتادة : " وهم الذين قال الله فيهم : فاختلف الأحزاب من بينهم , قال : اختلفوا فيه ، فصاروا أحزابا . فاختصم القوم فقال المرء المسلم : أنشدكم ، هل تعلمون أن عيسى كان يطعم الطعام وأن الله لا يطعم الطعام؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : فهل تعلمون أن عيسى كان [ ص: 72 ] ينام وأن الله لا ينام؟ قالوا : اللهم نعم ، فخصمهم المسلمون، فاقتتل القوم فذكر لنا أن اليعقوبية ظهرت يومئذ وأصيب المسلمون فأنزل الله في ذلك القرآن فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : فاختلف الأحزاب من بينهم قال : هم أهل الكتاب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية