الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        أولئك [ 57 ] .

                                                                                                                                                                                                                                        مبتدأ . ( الذين يدعون ) من نعته ، والخبر ( يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) وفي قراءة ابن مسعود - رحمه الله - : " أولئك الذين تدعون " ؛ لأن قبله : قل ادعوا والتقدير يبتغون الوسيلة إلى ربهم إلى ربهم ينظرون ( أيهم أقرب ) فيتوسلون . والفرق بين هؤلاء وبين من توسل بعبادة المسيح - صلى الله عليه وسلم - وغيره أن هؤلاء توسلوا وهم موحدون ، وأولئك توسلوا بعبادة غير الله - جل وعز - فكفروا ، و ( أيهم ) رفع بالابتداء ، و ( أقرب ) خبره ، ويجوز أن يكون " أيهم " بدلا من الواو ويكون بمعنى الذي ، والتقدير يبتغي الذي هو أقرب الوسيلة ، وأضمرت " هو " ، وسيبويه يجعل أيا على هذا التقدير مبنية . وهو قول مردود ، وسنذكر ما فيه - إن شاء الله - .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 429 ] والذين يدعون من كان مطيعا لله - جل وعز - ، والتقدير : يدعونهم آلهة ، وفي الآية قول آخر يكون متصلا بقوله - جل وعز - : ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ( أولئك الذين يدعون ) أي أولئك النبيون الذين يدعون الله - جل وعز - ( يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) قال عطاء : أي القربة . قال أبو إسحاق : الوسيلة والسؤل والطلبة واحد ( ويرجون رحمته ويخافون عذابه ) أي الذين يعبدونهم المطيعون يرجون رحمته ويخافون عذابه على الجواب الأول .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية