الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء


              أخبرنا عبد الله بن جعفر - فيما قرئ عليه وأذن لي فيه - ثنا هارون بن سليمان الخراز ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن عمرة ، عن عائشة قالت : جاءت أم حبيب حبيبة بنت جحش إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت استحيضت سبع سنين ، فشكت ذلك إليه ، واستفتت فيه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " هذا ليس بالحيضة ، ولكن هذا عرق ، فاغتسلي وصلي " وكانت تغتسل لكل صلاة وتصلي . فكانت تجلس في مركن فتعلو حمرة الدم الماء ، ثم تصلي .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا يوسف القاضي ، ثنا محمد بن أبي بكر ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا إبراهيم بن سعيد ، عن الزهري ، عن هند بنت الحارث ، عن أم سلمة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا سلم من الصلاة جلس في مصلاه يسيرا قبل أن يقوم " .

              حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا القاسم بن زكريا ، ثنا يعقوب الدورقي ، [ ص: 15 ] ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نفس المؤمن معلقة حتى يقضى عنه دينه " .

              حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي ، ثنا أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة ، ثنا بندار ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا إبراهيم بن نافع ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أم قريبة قالت : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتسل هو وميمونة من إناء واحد في قصعة فيها أثر العجين " .

              حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر ، ثنا الحسن بن محمد ، ثنا عبد الرحمن بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : زان محصن فيرجم ، ورجل قتل مسلما فيقتل ، ورجل يخرج من الإسلام فيحارب الله ورسوله " .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الرحمن بن سلم ، ثنا عبد الرحمن بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا إسماعيل بن مسلم ، عن أبي المتوكل الناجي ، أن الجارود شهد على قدامة أنه شرب من الخمر ، فسأله عمر : " هل معك شاهد غيرك ؟ " قال : لا ، قال عمر : " ما أراك يا جارود إلا مجلودا " قال : سترت ختنك ، وأجلد أنا ؟ فقال علقمة لعمر وهو قاعد : أتجوز شهادة الخصي ؟ قال : " وما بال الخصي لا تجوز شهادته " قال : إني أشهد أني قد رأيته يقيئها . قال عمر : " ما قاءها حتى شربها " فأقامه فجلده الحد .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ، ثنا عبد الرحمن بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : " إذا قال الرجل : علي المشي إلى الكعبة ، فهذا نذر ، فليمش إلى الكعبة " .

              حدثنا الحسن بن أنس بن عثمان الأنصاري ، ثنا أحمد بن حمدان العسكري ، ثنا يعقوب ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا إسرائيل ، عن إسماعيل السدي ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل : ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) . [ ص: 16 ] قال : " يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ، ويمد له في جسمه ستون ذراعا ، ويبيض وجهه . ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ ، فينظر إليه أصحابه ، فيرونه من بعد فيقولون : اللهم ائتنا بهذا ، وبارك لنا في هذا . قال : فيأتيهم فيقول : أبشروا فإن لكل رجل منكم مثل هذا . وأما الكافر فيعطى كتابه بشماله ، ويسود وجهه ، ويمد له في جسمه ستون ذراعا على طول آدم ، ويلبس تاجا من نار فيراه أصحابه فيقولون : نعوذ بالله من شر هذا ، اللهم لا تأتنا بهذا ، فيأتيهم به فيقولون : اللهم أجره . فيقول لهم : أبعدكم الله ، فإن لكل رجل منكم مثل هذا " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن يحيى بن منده ، ثنا عمرو بن علي ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : " أنا.... وإني عمر لدن " .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عباس بن محمد بن مجاشع ، ثنا محمد بن أبي يعقوب ، ثنا عبد الرحمن ، عن أبان بن يزيد ، عن قتادة ، عن عبد الله بن أبي عتبة ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج " .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن أبان بن خالد ، حدثني عبيد الله بن رواحة قال : سمعت أنس بن مالك ، يقول : " لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أن يقدم من سفر أو يخرج " .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن أبان بن خالد ، حدثني عبيد الله بن رواحة ، ثنا الأسود بن شيبان ، عن خالد بن سمير قال : قدم علينا عبد الله بن زياد ، واجتمع عليه ناس من الناس فوجدته يقول : جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء ، وقال : " عليكم زيد بن حارثة ، فإن أصيب زيد فجعفر ، فعبد الله بن رواحة الأنصاري ، [ ص: 17 ] فوثب جعفر " فقال : بأبي أنت وأمي ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا . قال : " امض ، فإنك لا تدري أي ذلك خير " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثني أيمن بن نائل ، حدثنا قدامة قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة يوم النحر على ناقة صهباء ، لا ضرب ، ولا طرد ، ولا إليك إليك " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا أبو موسى ، ثنا ابن مهدي ، ثنا أسامة بن زيد ، عن أبيه ، عن جده : أن عمر اطلع على أبي بكر وهو آخذ بطرف لسانه فيعضعضه وهو يقول : " إن هذا أوردني الموارد " .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا الحسن بن جهم ، ثنا موسى بن عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا أبي ، ثنا أبو بكر بن محمد ، عن داود بن أبي هند ، عن مكحول ، عن أبي ثعلبة الخشني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تقربوها ، وترك أشياء غير نسيان ; رحمة لكم ، فلا تبحثوها " .

              حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ، ثنا محمد بن سهل بن الصباح ، ثنا عمرو بن علي ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا بكير بن أبي السميط ، عن قتادة ، عن عبد الله بن تائبة ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : حدثنا وهو يطوف بالكعبة : " أن العبد إذا قال : سبحان الله ، فهي صلاة الخلائق ، وإذا قال : الحمد لله ، فهي كلمة الشكر التي لم يشكر الله عبد قط حتى يقولها ، وإذا قال : لا إله إلا الله ، فهي كلمة الإخلاص التي لم يقبل الله من عبد قط عملا حتى يقولها ، وإذا قال : الله أكبر ، ملأ ما بين السماء والأرض ، وإذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، قال الله تعالى : أسلم واستسلم " .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا محمد بن الحسن بن شهريار ، ثنا يوسف بن سلمان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن بشر بن منصور ، عن ثور بن يزيد ، عن [ ص: 18 ] خالد بن معدان قال : " إن الله تعالى يتصدق كل يوم بصدقة ، وما تصدق الله تعالى على أحد من خلقه بشيء خير له من أن يتصدق عليه بذكره " .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ، ثنا عبد الرحمن بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا أبو عقيل بشر بن عقبة ، عن أبي نضرة : أن عبدا مملوكا كان على عهد عمر بن الخطاب أصاب لقطة فاشترى نفسه ، ثم جمع مثله ، فأتى عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين إن لي قصة فانظر فيها ، قال : إني كنت عبدا مملوكا فأصبت لقطة ، وابتعت نفسي بها ، فعتقت ، ثم أصبت مثلها ، فهو ذا بين يديك ، فما رأيك ؟ قال عمر : " هذا رجل أراد الله أن يعتقه ، فأجاز عتقه ، وأخذ المال فجعله في بيت المال " .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا ثابت بن قيس أبو غصن ، حدثني أبو سعيد المقبري ، ثنا أسامة بن زيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الأيام يسرد حتى يقال : لا يفطر ، ويفطر حتى لا يكاد يصوم إلا يومين من الجمعة إن كانا في صيامه ، وإلا صامهما . ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان ، فقلت : يا رسول الله ، إنك تصوم حتى لا تكاد أن تفطر ، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين ، إن دخلا في صيامك ، وإلا صمتهما ؟ قال : " أي يومين ؟ " قلت : يوم الاثنين ، ويوم الخميس . قال : " ذاك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين ; فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم " قال : قلت : ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، قال : " ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " .

              حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا علي بن عبد الله المديني ح ، وحدثنا الحسن بن أنس بن عثمان الأنصاري ، ثنا أحمد بن حمدان العسكري ، ثنا علي بن عبد الله المديني ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثني جرير بن حازم ، ثنا الحسن ، ثنا عبد الرحمن بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 19 ] " لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها ، عن مسألة وكلت إليها ، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها ، وإن حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك ، وأت الذي هو خير " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية