الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى آية 159

                                          اختلف في تفسيره على أوجه، فأحد ذلك

                                          [1439 ] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: وحدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: سأل معاذ بن جبل أخو بني سلمة، وسعد بن معاذ أخو بني الأشهل، وخارجة بن زيد ، أخو بلحارث بن خزرج، نفرا من أحبار يهود، عن بعض ما في التوراة، فكتموهم إياه، وأبوا أن يخبروهم، فأنزل الله فيهم: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب والوجه الثاني:

                                          [1440 ] حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، حدثني سلامة، عن عقيل ، قال: قال ابن شهاب ، قال ابن المسيب ، قال أبو هريرة : لولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت بشيء أبدا إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى إلى آخر الآية

                                          والوجه الثالث

                                          [1441 ] حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم ،ثنا أبو جعفر ، عن الربيع، عن أبي العالية قوله: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى قال: هم أهل الكتاب، كتموا محمدا صلى الله عليه وسلم ونعته، وهم يجدونه مكتوبا عندهم، فكتموه حسدا وبغيا، وكتموا ما أنزل الله عليهم من أمره وصفته. وروي عن قتادة ، والسدي والربيع بن أنس ، نحو ذلك.

                                          [ ص: 269 ] قوله: الكتاب

                                          [1442 ] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا أسباط بن محمد، عن الهذلي يعني: أبا بكر عن الحسن في قول الله عز وجل: الكتاب قال: الكتاب القرآن. وروي عن ابن عباس مثل ذلك

                                          قوله: البينات

                                          [1443 ] حدثنا سهل بن بحر العسكري، ثنا سويد بن حسين الأسود ، ثنا عمرو بن محمد، ثنا أسباط بن نصر، عن السدي ، عن أصحابه في قول الله عز وجل: البينات قال: الحلال والحرام.

                                          قوله عز وجل: أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون

                                          اختلف في تفسيره على أوجه فأحد ذلك

                                          [1444 ] حدثنا الحسن بن عرفة ، ثنا عمار بن محمد، عن ليث بن أبي سليم عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان أبي عمر ، عن البراء بن عازب ، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الكافر يضرب ضربة بين عينيه فيسمعه كل دابة غير الثقلين، فتلعنه كل دابة سمعت صوته، فذلك قول الله عز وجل: أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون يعني: دواب الأرض.

                                          والوجه الثاني

                                          [1445 ] حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم ثنا أبو جعفر ، عن الربيع، عن أبي العالية ، قال: قال الله: أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون يعني ملائكة الله والمؤمنين. وروي عن قتادة والربيع بن أنس نحو ذلك. والوجه الثالث

                                          [1446 ] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا إسماعيل بن علية، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ويلعنهم اللاعنون قال: البهائم: إذا أسنتت الأرض قالت البهائم: هذا من أجل عصاة بني آدم، لعن الله عصاة بني آدم .

                                          [1447 ] حدثنا أحمد بن عصام، ثنا مؤمل، ثنا سفيان عن منصور ، عن مجاهد ، نحوه، قال: الخنافس والعقارب والدواب، تقول: حبس عنا المطر بذنوب بني آدم. وروي عن عكرمة نحوه

                                          [ ص: 270 ] [1448] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنبأ ابن وهب ، أخبرني مسلم بن خالد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله: أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون قال: البهائم، الإبل والبقر والغنم، تلعن عصاة بني آدم إذا أجدبت الأرض.

                                          الوجه الرابع

                                          [1449 ] حدثنا أبي ، ثنا أبو عمر الحوضي، ثنا خالد بن عبد الله الواسطي، عن عبد الملك ، عن عطاء في قول الله: أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون قال: كل دابة والجن والإنس.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية