الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ) الآية ] 100 ] .

                                                                                                                                                                  357 - قال ابن عباس في رواية عطاء : كان عبد الرحمن بن عوف يخبر أهل مكة بما ينزل فيهم من القرآن ، فكتب الآية التي نزلت : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) فلما قرأها المسلمون قال حبيب بن ضمرة الليثي لبنيه ، وكان شيخا كبيرا : احملوني فإني لست من المستضعفين ، وإني لا أهتدي إلى الطريق . فحمله بنوه على سرير متوجها إلى المدينة ، فلما بلغ " التنعيم " أشرف على الموت ، فصفق يمينه على شماله وقال : اللهم هذه لك ، وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعتك يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ومات حميدا . فبلغ خبره أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : لو وافى المدينة لكان أتم أجرا . فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  358 - أخبرنا أبو حسان المزني قال : أخبرنا هارون بن محمد بن هارون قال : أخبرنا إسحاق بن محمد الخزاعي قال : حدثنا أبو الوليد الأزرقي قال : حدثنا جدي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة قال : كان بمكة ناس قد [ ص: 93 ] دخلهم الإسلام ولم يستطيعوا الهجرة ، فلما كان يوم بدر وخرج بهم كرها قتلوا ، فأنزل الله تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) إلى قوله تعالى : ( عسى الله أن يعفو عنهم ) إلى آخر الآية . فكتب بذلك من كان بالمدينة إلى من بمكة ممن أسلم ، فقال رجل من بني بكر وكان مريضا : أخرجوني إلى " الروحاء " . فخرجوا به ، فخرج يريد المدينة ، فلما بلغ " الحصحاص " مات ، فأنزل الله تعالى : ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ) .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية