الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2555 باب صداق النبي صلى الله عليه وآل وسلم لأزواجه

                                                                                                                              وقال النووي : (باب الصداق، وجواز كونه: تعليم قرآن، وخاتم حديد، وغير ذلك; من قليل وكثير. واستحباب كونه: خمسمائة درهم لمن لا يجحف به) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 215 جـ9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، أنه قال: سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشا . قالت: أتدري ما النش؟ قال: [ ص: 217 ] قلت: لا. قالت: نصف أوقية، فتلك خمس مائة درهم. فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              "الأوقية" بضم الهمزة وبتشديد الياء. والمراد: أوقية الحجاز. وهي أربعون درهما.

                                                                                                                              وأما "النش"، فبنون مفتوحة، ثم شين مشددة.

                                                                                                                              استدل الشافعية بهذا الحديث، على أنه يستحب كون الصداق: خمسمائة درهم. والمراد: في حق من يحتمل ذلك.

                                                                                                                              فإن قيل: فصداق أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان أربعة آلاف درهم، أو أربعمائة دينار. فالجواب: أن هذا القدر، تبرع به النجاشي من ماله، إكراما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

                                                                                                                              لا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أداه، أو عقد به. والله أعلم.

                                                                                                                              وهذا الحديث; رواه الجماعة، إلا البخاري والترمذي.

                                                                                                                              قال في النيل: وظاهره: أن زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلهن، كان صداقهن ذلك المقدار. وليس الأمر كذلك، وإنما هو محمول على الأكثر. فإن "أم حبيبة" أصدقها النجاشي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: المقدار المتقدم.

                                                                                                                              [ ص: 218 ] وقال ابن إسحاق عن أبي جعفر: "أصدقها أربعمائة دينار".

                                                                                                                              وأخرج الطبراني، عن أنس: " أنه أصدقها مائتي دينار ". وإسناده ضعيف.

                                                                                                                              "وصفية"، كان عتقها صداقها. وخديجة، وجويرية، لم تكونا كذلك. كما قال الحافظ. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية