الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ؛ المعنى فرض عليكم الصيام فرضا؛ كالذي فرض على الذين من قبلكم؛ وقيل: إنه قد كان فرض على النصارى صوم رمضان فنقلوه عن وقته؛ وزادوا فيه؛ ولا أدري كيف وجه هذا الحديث؛ ولا ثقة ناقليه؛ ولكن الجملة أن الله - عز وجل - قد أعلمنا أنه فرض على من كان قبلنا الصيام؛ وأنه فرض علينا كما فرضه على الذين من قبلنا. [ ص: 252 ] وقوله - عز وجل -: لعلكم تتقون ؛ المعنى أن الصيام وصلة إلى التقى؛ لأنه من البر الذي يكف الإنسان عن كثير مما تتطلع إليه النفس من المعاصي؛ فلذلك قيل: " لعلكم تتقون " ؛ و " لعل " ؛ ههنا؛ على ترجي العباد؛ والله - عز وجل - من وراء العلم أتتقون أم لا؛ ولكن المعنى أنه ينبغي لكم بالصوم أن يقوى رجاؤكم في التقوى.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية