الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فخر الدين الرازي

نسبه وحياته : هو محمد بن عمر بن الحسن التميمي البكري الطبرستاني الرازي فخر الدين المعروف بابن الخطيب الشافعي الفقيه .

ولد بالري سنة 543هـ " ثلاث وأربعين وخمسمائة " ، وتوفي بهراة سنة 606هـ " ست وستمائة " - ودرس العلوم الدينية والعلوم العقلية ، فتعمق في [ ص: 375 ] المنطق والفلسفة ، وبرز في علم الكلام ، وله في هذا كله الكتب والشروح والتعليقات ، حتى عدوه من فلاسفة عصره ، ولا تزال كتبه مراجع مهمة لمن يسمونهم بالفلاسفة الإسلاميين .

تصانيفه : ولفخر الدين الرازي تصانيف كثيرة ، منها : مفاتيح الغيب في تفسير القرآن ، وتفسيره أسرار التنزيل وأنوار التأويل ، وإحكام الأحكام ، والمحصل في أصول الفقه ، والبرهان في قراءة القرآن ، ودرة التنزيل وغرة التأويل في الآيات المتشابهات ، وشرح الإشارات والتنبيهات لابن سينا ، وإبطال القياس ، وشرح القانون لابن سينا ، والبيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان ، وتعجيز الفلاسفة ، ورسالة الجوهر ، ورسالة الحدوث ، وكتاب الملل والنحل ، ومحصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من الحكماء والمتكلمين في علم الكلام ، وشرح المفصل للزمخشري .

تفسيره : وقد أثرت العلوم العقلية على الرازي في تفسيره ، فمزجه بخليط من الطب والمنطق والفلسفة والحكمة ، وخرج به عن معاني القرآن وروح آياته ، وحمل نصوص الكتاب ما لم تنزل له من مسائل العلوم العقلية واصطلاحاتها العلمية ، ففقد كتابه بهذا روحانية التفسير وهداية الإسلام ، ولذلك قال بعض العلماء : " فيه كل شيء إلا التفسير " كما ذكرنا آنفا .

"

التالي السابق


الخدمات العلمية