الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 556 ] ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان .
1670 - أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=13291عبد الله بن محمد الأزدي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور ، عن عباد بن أنيس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=15052nindex.php?page=treesubj&link=22682_30349_30483_30485_30495المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة .
[ ص: 557 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم : العرب تصف باذل الشيء الكثير بطول اليد ، ومتأمل الشيء الكثير بطول العنق ، فقوله صلى الله عليه وسلم : المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة ، يريد أطولهم أعناقا لتأمل الثواب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه : أسرعكن بي لحوقا أطولكن يدا ، فكانت سودة أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحقت به ، وكانت أكثرهن [ ص: 558 ] صدقة ، وليس يريد بقوله صلى الله عليه وسلم هذا أن المؤذنين هم أكثر الناس تأملا للثواب في القيامة ، وهذا مما نقول في كتبنا : إن العرب تذكر الشيء في لغتها بذكر الحذف عنه ما عليه معوله ، فأراد صلى الله عليه وسلم بقوله : أطول الناس أعناقا ، أي : من أطول الناس أعناقا ، فحذف "من" من الخبر كما قال صلى الله عليه وسلم يحكي عن الله جل وعلا : أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا ، أي : من أقوام أحبهم وهؤلاء منهم ، وهذا باب طويل سنذكره في موضعه من هذا الكتاب في القسم الثالث من أقسام السنن إن قضى الله ذلك وشاءه .