الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الثالثة

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود } .

                                                                                                                                                                                                              فيها أربع مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : قالوا معناه وطأنا ومهدنا . وليس كما زعموا ; إنما المباءة المنزل ، وبوأنا فعلنا منه [ ص: 279 ] فالمعنى وإذ نزلنا بتشديد الزاي لإبراهيم مكان البيت ، أي عرفناه به منزلا ، ولذلك دخلت اللام فيه ، فخفي الأمر على يحيى بن زكريا حتى قال : إن اللام هاهنا زائدة ، وليس كذلك .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية :

                                                                                                                                                                                                              قال الناس : جعل الله لإبراهيم علامة ريحا هبت حتى كشفت أساس آدم في البيت .

                                                                                                                                                                                                              وقيل : نصب له ظلا على قدر البيت ، فقدره به ، ويحتمل أن يكون خطه له جبريل .

                                                                                                                                                                                                              وهذه الجمل لا تتخصص إلا بنص صريح صحيح . وقد قدمنا حديث إبراهيم وما كان منه مع هاجر وابنها ، وكيف عاد ، وكيف بنى ، وليس فيه ذكر لذلك كله .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة :

                                                                                                                                                                                                              روى أبو ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه قال له : أي المسجد وضع في الأرض الأول ؟ قال : المسجد الحرام . قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى . قلت : كم كان بينهما ؟ قال : أربعون سنة . ثم أينما أدركتك الصلاة فصل } ، كما تقدم بيانه هاهنا وفي غير موضع .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : قوله تعالى : { وطهر بيتي }

                                                                                                                                                                                                              يعني لا تقربه بمعصية ولا نجاسة ولا قذارة ، وكان على ذلك حتى شاء الله فعبد فيه غيره ، وأشرك فيه به ، ولطخ بالدماء النجسة ، وملئ من الأقذار المنتنة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية