الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب

                                                                                                                                                                                                السراب : ما يرى في الفلاة من ضوء الشمس وقت الظهيرة ، يسرب على وجه الأرض كأنه ماء يجري ، والقيعة : بمعنى : القاع أو جمع قاع ، وهو المنبسط المستوي من الأرض ، كجيرة في جار ، وقرئ : "بقيعات " : بتاء ممطوطة ، كديمات وقيمات ، في ديمة وقيمة ، وقد جعل بعضهم بقيعاة بتاء مدورة ، كرجل عزهاة ، شبه ما يعمله من لا يعتقد الإيمان ولا يتبع الحق من الأعمال الصالحة التي يحسبها تنفعه عند الله وتنجيه من عذابه ثم تخيب في العاقبة أمله ويلقى خلاف ما قدر ، بسراب يراه الكافر بالساهرة وقد غلبه العطش يوم القيامة فيحسبه ماء ، فيأتيه فلا يجد ما رجاه ويجد زبانية الله عنده يأخذونه فيعتلونه إلى جهنم فيسقونه الحميم والغساق ، وهم الذين قال الله فيهم : عاملة ناصبة [الغاشية : 3 ] ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا [الكهف : 104 ] ، وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا [الفرقان : 23 ] ، وقيل : نزلت في عتبة بن ربيعة بن أمية ؛ قد كان تعبد ولبس المسوح والتمس الدين في الجاهلية ، ثم كفر في الإسلام .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية